وقوله تعالى : { قَالَتِ الأعراب آمَنَّا } قال مجاهد : نزلت في بني أسد ، وهي قبيلة كانت تجاور المدينة ، أظهروا الإسلام ، وفي الباطن إنَّما يريدون المغانمَ وَعَرَضَ الدنيا ، ثم أمر اللَّه تعالى نَبِيَّهُ أَنْ يقول لهؤلاء المُدَّعِينَ للإيمان : { لَّمْ تُؤْمِنُواْ } أي : لم تصدقوا بقلوبكم ، { ولكن قُولُواْ أَسْلَمْنَا } أي : استسلمنا ، والإسلام يقال بمعنيين :
أحدهما : الذي يَعُمُّ الإيمانَ والأعمالَ ، وهو الذي في قوله تعالى : { إِنَّ الدِّينَ عِندَ الله الإسلام } [ آل عمران : 19 ] والذي في قوله عليه السلام : " بُنِيَ الإسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ " . والمعنى الثاني للفظ الإسلام : هو الاستسلام ، والإظهار الذي يُسْتَعْصَمُ به ويحقن الدم ، وهذا هو الذي في الآية ، ثم صَرَّحَ بأَنَّ الإيمان لم يدخل في قلوبهم ، ثم فتح باب التوبة بقوله : { وَإِن تُطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ } الآية ، وقرأ الجمهور : { لاَ يَلِتْكُمْ } من لاَتَ يَلِيتُ إذا نقص ؛ يقال : لاَتَ حَقَّهُ إذا نَقَصَهُ منه ، وقرأ أبو عمرو : { لاَ يَأْلِتْكُمْ } من أَلَتَ يَأْلِتُ وهي بمعنى لاَتَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.