( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ) اللغو مصدر لغا يلغو لغوا ولغا يلغي لغيا إذا أتى بما لا يحتاج إليه في الكلام ، أو بما لا خير فيه وهو الساقط الذي لا يعتد به ، فاللغو من اليمين هو الساقط ، ومنه اللغو قي الدية وهو الساقط الذي لا يعتد به من أولاد الإبل ، ومعنى الآية لا يعاقبكم الله بالساقط من أيمانكم ( ولكن يؤاخذكم ) أي يعاقبكم ( بما كسبت قلوبكم ) أي اقترفته بالقصد إليه وهي اليمين المقصودة ، ومثله قوله تعالى ( ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان ) .
وقد اختلف أهل العلم في تفسير اللغو ، فذهب ابن عباس وعائشة وجمهور العلماء إلى أنها قول الرجل لا والله وبلى والله في حديثه وكلامه غير معتقد لليمين ولا مريد لها .
قال المروزي : هذا معنى لغو اليمين الذي اتفق عليه عامة العلماء ، ويدل له الأحاديث ، وبه قال الشافعي .
وقال أبو هريرة وجماعة من السلف : هو أن يحلف الرجل على الشئ لا يظن إلا أنه أتاه فإذا هو ليس ما هو ظنه ، وإلى هذا ذهب الحنفية ، وبه قال مالك في الموطا ولا كفارة فيه ولا اثم عليه عنده .
وروي عن ابن عباس أنه قال لغو اليمين أن تحلف وأنت غضبان وبه قال طاوس ومكحول وروي عن مالك ، وقيل إن اللغو هو يمين المعصية ، قاله سعيد بن المسيب وأبو بكر بن عبد الرحمن وعبد الله بن الزبير وأخوه عروة كالذي يقسم ليشربن الخمر أو ليقطعن الرحم .
وقيل لغو اليمين هو دعاء الرجل عل نفسه كأن يقول أعم الله بصره أذهب الله ماله ، هو يهودي هو مشرك قاله زيد بن أسلم ، وقال مجاهد : لغو اليمين أن يتبايع الرجلان فيقول أحدهما والله لا أبيعك بكذا ويقول الأخر والله لا أشتريه بكذا ، وقال الضحاك : لغو اليمين هي المكفرة أي إذا كفرت سقطت وصارت لغوا والراجح القول الأول لمطابقته للمعن اللغوي ولدلالة الأدلة عليه ( القرطبي 3/100 . ) .
( و الله غفور حليم ) حيث لم يؤاخذكم بما تقولونه بألسنتكم من دون عمد أو قصد ، وأخذكم بما تعمدته قلوبكم وتكلمت به ألسنتكم ، وتلك هي اليمين المعقودة المقصودة ، وقال سعيد بن جبير ( والله غفور ) يعني إذ تجاوز عن اليمين التي حلف عليها ( حليم ) إذ لم يجعل عليها الكفارة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.