{ قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي } أي ما سنها ، وهذا السؤال عن صفة البقرة لا عن حقيقتها فإنها معروفة ، وهذا نوع من أنواع تعنتهم المألوفة ، فقد كانوا يسلكون هذه المسالك في غالب ما أمرهم الله به ، ولو تركوا التعنت والأسئلة المتكلفة لأجزاهم ذبح بقرة من عرض البقر ، ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم .
{ قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر } أي لا هي كبيرة ولا صغيرة ، والفارض المسنة التي لم تلد ومعناه في اللغة الواسع ، قال في الكشاف وكأنها سميت فارضا لأنها فرضت سنها أي قطعتها وبلغت آخرها انتهى ، ويقال للشيء القديم فارض ، والبكر الصغيرة الفتية التي لم تحمل ولم تلد ، ويطلق في إناث البهائم وبني آدم على ما لم يفتحله الفحل ، ويطلق أيضا على الأول من الأولاد .
{ عوان بين ذلك } أي نصف بين سنين ، والعوان المتوسطة بين سني الفارض والبكر وهي التي قد ولدت بطنا أو بطنين ، ويقال هي التي ولدت مرة بعد مرة والجمع عون بالضم ، والإشارة إلى الفارض والبكر وهما وإن كانتا مؤنثتين فقد أشير إليهما بما هو للمذكر على تأويل المذكور كأنه قال ذلك المذكور ، وجاز دخول { بين } المقتضية لشيئين لأن المذكور متعدد .
{ فافعلوا ما تؤمرون } به أي من ذبح البقرة ولا تكثروا السؤال وهذا تجديد للأمر وتأكيد له وزجر لهم عن التعنت فلم ينفعهم ذلك ولا نجع فيهم ، بل رجعوا إلى طينتهم ، وعادوا إلى عكرهم واستمروا على عاداتهم المألوفة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.