فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّهِۦ كَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُم} (14)

ثم ذكر سبحانه الفرق بين حال المؤمنين وحال الكافرين فقال :{ أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله ؟ } الهمزة للإنكار والفاء للعطف على مقدر كنظائره ، والمعنى أنه لا يستوي من كان على يقين من ربه ، وحجة وبرهان من عنده ، ولا يكون كمن زين له سوء عمله وهو عبادة الأوثان ، والإشراك بالله ، والعمل بمعاصي الله ، أي لا مماثلة بينهما { واتبعوا أهواءهم } في عبادتها ، وانهمكوا في أنواع الضلالات بلا شبهة توجب الشك ، فضلا عن حجة نيرة ، روعي في هذين الضميرين معنى من ، كما روعي فيما قبلهما لفظها ،