الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا} (21)

أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } قال : مواساة عند القتال .

وأخرج ابن مردويه والخطيب في رواة مالك وابن عساكر وابن النجار عن ابن عمر رضي الله عنه في قوله { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } قال : في جوع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأخرج مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن سعيد بن يسار قال : كنت مع ابن عمر رضي الله عنهما في طريق مكة ، فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت ، فقال ابن عمر رضي الله عنه : أليس لك في رسول الله أسوة حسنة ؟ قلت : بلى . قال : فإنه كان يوتر على البعير .

وأخرج ابن ماجة وابن أبي حاتم عن حفص بن عاصم رضي الله عنه قال : قلت لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما : رأيتك في السفر لا تصلي قبل الصلاة ولا بعدها فقال : يا ابن أخي صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا . . . . . وكذا . . . فلم أره يصلي قبل الصلاة ولا بعدها ، ويقول الله تعالى { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } .

وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أنه سئل عن رجل معتمر طاف بالبيت : أيقع على امرأته قبل أن يطوف بالصفا والمروة ؟ فقال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فطاف بالبيت ، وصلى خلف المقام ركعتين ، وسعى بين الصفا والمروة ، ثم قرأ { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه أن رجلاً أتى ابن عباس رضي الله عنهما فقال : إني نذرت أن أنحر نفسي . فقال ابن عباس { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } { وفديناه بذبح عظيم } فأمره بكبش .

وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق والبخاري ومسلم وابن ماجة وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إذا حرم الرجل عليه امرأته فهو يمين يكفرها ، وقال { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أهلّ وقال : إن حيل بيني وبينه فعلت كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه ، ثم تلا { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة رضي الله عنه قال : هم عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن ينهي عن الحبرة من صباغ البول ، فقال له رجل : أليس قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها ؟ قال عمر رضي الله عنه : بلى .

قال الرجل : ألم يقل الله { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } ؟ فتركها عمر .

وأخرج أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه أكب على الركن فقال : إني لأعلم أنك حجر ، ولو لم أرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ، واستلمك ، ما استلمتك . ولا قبلتك { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } .

وأخرج أحمد وأبو يعلى عن يعلى بن أمية رضي الله عنه قال : طفت مع عمر رضي الله عنه ، فلما كنت عند الركن الذي يلي الباب مما يلي الحجر ، أخذت بيده ليستلم فقال : ما طفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : بلى . قال : فهل رأيته يستلمه ؟ قلت : لا . قال : ما بعد عنك فإن لك في رسول الله أسوة حسنة .

وأخرج عبد الرزاق عن عيسى بن عاصم عن أبيه قال : صلى ابن عمر رضي الله عنهما صلاة من صلاة النهار في السفر ، فرأى بعضهم يسبح ، فقال ابن عمر رضي الله عنهما : لو كنت مسبحاً لأتممت الصلاة ، حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان لا يسبح بالنهار ، وحججت مع أبي بكر ، فكان لا يسبح بالنهار ، وحججت مع عمر ، فكان لا يسبح بالنهار ، وحججت مع عثمان رضي الله عنه ، فكان لا يسبح بالنهار ، ثم قال ابن عمر رضي الله عنه { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } .