فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ ءَاذَنتُكُمۡ عَلَىٰ سَوَآءٖۖ وَإِنۡ أَدۡرِيٓ أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٞ مَّا تُوعَدُونَ} (109)

{ فإن تولوا } أي أعرضوا عن الإسلام { فقل } لهم { آذنتكم } أي أعلمتكم أنا وإياكم حرب لا صلح بيننا كائنين { على سواء } في الإعلام لم أخص به بعضكم دون بعض ، كقوله سبحانه : { وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء } أي أعلمهم أنك نقضت العهد نقضا سويت بينهم فيه .

وقال الزجاج : المعنى أعلمتكم بنا يوحى إلي على استواء في العلم به ، ولا أظهر لأحد شيئا كتمته على غيره .

{ وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون } أي ما أدري أقريب حصوله أم بعيد وهو غلبة الإسلام وأهله على الكفر وأهله ، وقيل المراد العذاب أو القيامة المشتملة عليه ولا يعلمها إلا الله تعالى ، وقيل آذنتكم بالحرب ولكن لا أدري ما يؤذن لي في محاربتكم .