الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (105)

{ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ } الآية قال أكثر المفسرين : هم اليهود والنصارى .

وقال بعضهم : هم المبتدعة من هذه الأُمّة . عن عبد الله بن شدّاد قال : وقف أبو أُمامة وأنا معه على رؤوس الحرورية بالشام عند باب حمص أو دمشق فقال لهم كلاب النار ، كلاب النار مرتين أو ثلاثة شرّ قتلى تظل السماء وخير قتلى قتلاهم . [ قيل ] : أشيء من قبل رأي رأيته أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن هو من جل رأي رأيته ، إني إذن لجريء إن لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ مرة أو مرتين حتى عدّ سبع مرات ما حدثت به . فقال رجل فإني رأيتك دمعت عيناك . قال : هي رحمة رحمتهم إنهم كانوا مؤمنين فكفروا بعد إيمانهم ، ثم قرأ { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ } إلى قوله { بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } ثم قال : هم الحرورية .

وروى قبيصة عن جابر أن عمر بن الخطاب( رضي الله عنه ) لما نزل بباب من أبواب دمشق يقال له الجابية ، حمد الله فأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كمقامي فيكم ثم قال : " من سرّه بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الفذ وهو من الاثنين أبعد " .