فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (105)

100

{ ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم }- لما أمر الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نهى عن ضده وكان ذلك مما لا يتم إلا بالقدرة على تنفيذه ، كيف وفي الناس ظلمة ومتغلبون ؟ فلا جرم حذر أهل الحق أن يتفرقوا ويختلفوا كيلا يصير ذلك سببا لعجزهم عن القيام بهذا التكليف . . . قال بعضهم { . . تفرقوا واختلفوا . . } مؤداهما واحد والتأكيد للتكرير ، وقيل معناها مختلف تفرقوا بالعداوة واختلفوا في الدين أو تفرقوا بسبب التأويلات الفاسدة للنصوص واختلفوا بأن حاول كل منهم نصرة قوله . . - {[1091]} .

{ أولئك لهم عذاب عظيم } الذين اختلفوا بعد وضوح الحق من يهود أو نصارى أو من يقتفي أثرهم من المنتسبين إلى الإسلام لهم عذاب عظيم .


[1091]:أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن بحثا يزيد على ألف كلمة في ذكر بعض الفرق ج4 ص 160.وما بعدها.