فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (105)

قوله : { وَلاَ تَكُونُوا كالذين تَفَرَّقُوا } هم : اليهود والنصارى عند جمهور المفسرين ، وقيل : هم المبتدعة من هذه الأمة ، وقيل : الحرورية ، والظاهر الأول . والبينات الآيات الواضحة المبينة للحق الموجبة لعدم الاختلاف . قيل : وهذا النهي عن التفرق ، والاختلاف يختص بالمسائل الأصولية ، وأما المسائل الفروعية الاجتهادية ، فالاختلاف فيها جائز ، وما زال الصحابة ، فمن بعدهم من التابعين ، وتابعيهم مختلفين في أحكام الحوادث ، وفيه نظر ، فإنه ما زال في تلك العصور المنكر للاختلاف موجوداً وتخصيص بعض مسائل الدين بجواز الاختلاف فيها دون البعض الآخر ليس بصواب ، فالمسائل الشرعية متساوية الأقدام في انتسابها إلى الشرع .

/خ109