{ ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس } وذلك أن قريشا ومن ولدته قريش كانوا يقولون لا نخرج من الحرم فكانوا لا يشهدون موقف الناس بعرفة معهم فأمرهم الله بالوقوف معهم ؛ في صحيح مسلم عن عائشة قالت : الحمس{[639]} هم الذين أنزل الله فيهم { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس } قالت كان الناس يفيضون من عرفات وكان الحمس يفيضون من المزدلفة يقولون لا نفيض إلا من الحرم فلما نزلت { أفيضوا من حيث أفاض الناس } رجعوا إلى عرفات ؛ وروى البخاري عنها قالت : كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وسائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله { من حيث أفاض الناس } والمراد بالإفاضة ههنا هي الإفاضة من المزدلفة إلى منى لرمي الجمار وعلى هذا تكون { ثم } في الآية الكريمة على بابها للترتيب مع التراخي ؛ أما إذا كان المراد المعنى الأول وأن المراد الإفاضة من عرفات فتكون ثم لعطف جملة على جملة ولا يراد منها الترتيب . { واستغفروا الله إن الله غفور رحيم } طلب العفو والصفح والغفران من ربنا البر الولي الكريم قربة وعبادة حضنا عليها الذكر الحكيم وجعلها مما يتضرع به أهل القبول والرضوان { ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيآتنا . . }{[640]} . وروى البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قال : قلت يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال ( قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ) . ورويا -رحمهما الله- عن عائشة رضي الله عنها قالت ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة بعد إذ أنزلت { إذا جاء نصر الله والفتح } إلا قال ( سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.