فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡرِي نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (207)

{ يشري } يبيع

{ ابتغاء مرضاة الله } طلبا لرضاه سبحانه .

{ رؤوف } كثير الرفق والبر بهم .

{ ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله } وبعد التحذير من سبيل المجرمين الذين يقولون ما لا يفعلون ويحلفون على الكذب وهم يعلمون ولا يرقبون إلا ولا ذمة في مال أو دماء لقوم يؤمنون ، وإذا ذكروا لا يذكرون وإذا دعوا إلى الحق تولوا وهم معرضون مستكبرون ، جاءت الآية المباركة بعد الثلاث السابقة تدعوا إلى الهدى والصراط المستقيم وتشكر لمن بذل نفسه مجاهدا آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر طالبا لرضوان مولانا البر الرحيم ؛ { والله رؤوف بالعباد } [ فمن رأفته جعل النعيم الدائم جزاء على العمل القليل . . . ومن رأفته أن المصر على الكفر مائة سنة إذا تاب ولو في لحظة أسقط عقابه وأعطى ثوابه ومن رأفته أن النفس له والمال له ثم إنه يشتري ملكه بملكه فضلا منه وامتنانا ورحمة وإحسانا ]{[650]} .


[650]:ما بين العلامتين [] مما أورد الحسن النيسابوري في تفسيره.