الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ} (36)

{ فِى بُيُوتٍ } يتعلق بما قبله . أي : كمشكاة في بعض بيوت الله وهي المساجد ، كأنه قيل : مثل نوره كما يرى في المسجد نور المشكاة التي من صفتها كيت وكيت . أو بما بعده ، وهو يسبح ، أي : يسبح له رجال في بيوت . وفيها تكرير ، كقولك : زيد في الدار جالس فيها ، أو بمحذوف كقوله : { في تسع آيات } [ النمل : 27 ] أي سبحوا في بيوت . والمراد بالإذن : الأمر . ورفعها : بناؤها ، كقوله : { بناها رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } [ النازعات : 27- 28 ] ، { وَإِذْ يَرْفَعُ إبراهيم القواعد } [ البقرة : 127 ] وعن ابن عباس رضي الله عنهما : هي المساجد ، أمر الله أن تبنى ، أو تعظيمها والرفع من قدرها . وعن الحسن رضي الله عنه : ما أمر الله أن ترفع بالبناء ، ولكن بالتعظيم { وَيُذْكَرَ فِيهَا اسمه } أوفق له ، وهو عام في كل ذكر . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : وأن يتلى فيها كتابه . وقرىء : «يسبح » على البناء للمفعول ، ويسند إلى أحد الظروف الثلاثة ، أعني : { لَهُ فِيهَا بالغدو } .