وقيل : { في بيوت } مستأنف والعامل فيه { يسبح } حكاه أبو حاتم وجوزه الزمخشري .
فقال : وقد ذكر تعلقه بكمشكاة قال : أو بما بعده وهو { يسبح } أي { يسبح له } رجال في بيوت وفيها تكرير كقولك زيد في الدار جالس فيها أو بمحذوف كقوله { في تسع آيات } أي سبحوا في بيوت انتهى .
وعلى هذه الأقوال الثلاثة يوقف على قوله { عليم } والذي اختاره أن يتعلق { في بيوت } بقوله { يسبح } وإن ارتباط هذه بما قبلها هو أنه تعالى لما ذكر أنه يهدي لنوره من يشاء ذكر حال من حصلت له الهداية لذلك النور وهم المؤمنون ، ثم ذكر أشرف عبادتهم القلبية وهو تنزيههم الله عن النقائص وإظهار ذلك بالتلفظ به في مساجد الجماعات ، ثم ذكر سائر أوصافهم من التزام ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وخوفهم ما يكون في البعث .
ولذلك جاء مقابل المؤمنين وهم الكفار في قوله { والذين كفروا } وكأنه لما ذكرت الهداية للنور جاء في التقسيم لقابل الهداية وعدم قابلها ، فبدىء بالمؤمن وما تأثر به من أنواع الهدى ثم ذكر الكافر .
والظاهر أن قوله { في بيوت } أريد به مدلوله من الجمعية .
وقال الحسن : أريد به بيت المقدس ، وسمى بيوتاً من حيث فيه يتحيز بعضها عن بعض ، ويؤثر أن عادة بني إسرائيل في وقيده في غاية التهمم والزيت مختوم على ظروفه وقد صنع صنعة وقدس حتى لا يجري الوقيد بغيره ، فكان أضوأ بيوت الأرض .
والظاهر أن { في بيوت } مطلق فيصدق على المساجد والبيوت التي تقع فيها الصلاة والعلم .
وقال مجاهد : بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم .
وقال ابن عباس والحسن أيضاً ومجاهد : هي المساجد التي من عادتها أن تنور بذلك النوع من المصابيح .
وقيل : الكعبة وبيت المقدس ومسجد الرسول عليه الصلاة والسلام ومسجد قباء .
ويقوي أنها المساجد قوله { يسبح له فيها بالغدو والآصال } وإذنه تعالى وأمره بأن { ترفع } أي يعظم قدرها قاله الحسن والضحاك .
وقال ابن عباس ومجاهد : تبنى وتعلى من قوله { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل } وقيل : { ترفع } تطهر من الأنجاس والمعاصي .
وقيل : { ترفع } أي ترفع فيها الحوائج إلى الله .
وقيل : { ترفع } الأصوات بذكر الله وتلاوة القرآن .
{ ويذكر فيها اسمه } ظاهره مطلق الذكر فيعم كل ذكر عموم البدل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.