وقوله تعالى : { في بيوت } يتعلق بما قبله أي : كمشكاة في بعض بيوت الله وهي المساجد كأنه قيل : مثل نوره ، كما ترى في المسجد نور المشكاة التي من صفتها كيت وكيت ، أو بما بعده وهو يسبح أي : يسبح رجال في بيوت ، وفي قوله : فيها تكرير لقوله : في بيوت كقوله : زيد في الدار جالس فيها ، أو بمحذوف كقوله تعالى : { في تسع آيات } [ النمل ، 12 ] أي : سبحوا في بيوت ، والبيوت هي المساجد ؛ قال سعيد بن جبير : عن ابن عباس قال : المساجد بيوت الله في الأرض ، وهي تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض ، وقيل : المراد بالبيوت المساجد الثلاثة ، وقيل : المراد أربعة مساجد لم يبنها إلا نبيّ ؛ الكعبة بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام فجعلاها قبلة ، وبيت المقدس بناه داود وسليمان عليهما السلام ، ومسجد المدينة ، ومسجد قباء بناهما النبي صلى الله عليه وسلم وأتى فيها بجمع الكثرة دون جمع القلة للتعظيم { أذن الله أن ترفع } قال مجاهد : تبنى ، نظيره قوله تعالى : { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت } [ البقرة ، 127 ] ، وقال الحسن : تعظم أي : فلا يذكر فيها الفحش من القول وتطهر من الأنجاس والأقذار ، وقوله تعالى : { ويذكر فيها اسمه } عام فيما يتضمن ذكره حتى المذاكرة في أفعاله ، والمباحثة في أحكامه ، وقال ابن عباس : يتلى فيها كتابه { يسبح } أي : يصلى { له فيها بالغدو والآصال } أي : بالغداة والعشي ، قال أهل التفسير : أراد به الصلوات المفروضة ، فالتي تؤدى بالغداة صلاة الفجر ، والتي تؤدى بالآصال صلاة الظهر والعصر والعشاءين ؛ لأن اسم الأصيل يقع على هذا الوقت ، وقيل : أراد به الصبح والعصر ؛ قال صلى الله عليه وسلم : «من صلى البردين دخل الجنة » ؛ أراد صلاة الصبح وصلاة العصر ، وقال ابن عباس : التسبيح بالغدو صلاة الضحى ، وروى «من مشى إلى صلاة مكتوبة وهو متطهر فأجره كأجر الحاج المحرم ، ومن مشى إلى تسبيح الضحى ، لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين » ، وقرأ ابن عامر وشعبة بفتح الباء الموحدة والباقون بكسرها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.