غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ} (36)

35

قوله { في بيوت } اعترض أبو مسلم على قول من قال إنه يتعلق ب { كمشكاة } و { بتوقد } لأن كون المشكاة في بعض بيوت الله لا تزيد المصباح إنارة وإضاءة . وأيضاً الموصوف واحد فلا يكون إلا في مكان واحد وقوله { في بيوت } أمكنة متعددة ولا يصح أن يكون شيء واحد في أمكنة متعددة في حالة واحدة ، وكذا لو جعل { في بيوت } صفة { مصباح } و { زجاجة } أو { كوكب } وأجيب بأن هذه صفة موضحة لا مميزة وذلك أن المشكاة تكون غالباً في بيوت العبادة أو المشكاة التي فيها مصباح إذا كانت في مثل هذه البيوت الرفيعة كانت أعظم وأكثر ضخامة فيكون في باب التمثيل أدخل . وعن الثاني أنه أريد بالمشكاة النوع لا الواحد كما لو قيل : " الذي يصلح لخدمتي رجل " يرجع إلى علم وكفاية وقناعة يلتزم بيته فإنه يراد به النوع لا الواحد . وذهب أبو مسلم إلا أنه راجع إلى قوله { ومثلاً من الذين خلوا } أي الأنبياء والمؤمنين الذين مضوا وكانوا ملازمين لبيوت العبادة . واعترض عليه بتفكيك النظم إذ ذاك وبأن الذين خلوا هم المكذبون . والأكثرون على أن البيوت هي المساجد ، والإذن الأمر ، والرفع التعظيم أو البناء . وعن عكرمة هي البيوت كلها ، ومعنى الرفع البناء وذكر اسم الله عام في كل ذكر . وعن ابن عباس أن يتلى فيها كتابه . وقيل : لا يتكلم فيها بما لا ينبغي . والتسبيح تنزيه الله عما لا يليق به . وقيل : الصلوات الخمس وقيل : صلاتا الصبح والعصر وكانتا واجبتين فقط في أول الإسلام فزيد فيهما . وعن ابن عباس : إن صلاة الضحى لفي كتاب الله وتلا هذه الآية . والأولى العموم .

/خ50