محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ} (36)

وقوله تعالى :

{ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ } أي أمر أن تعظم عن اللغو ، أو ترفع بالبناء قدرا . يتلى فيها اسمه ، ولا يعبد فيها غيره ، لأنها شيدت على اسمه جل شأنه . والظرف صفة ( لمشكاة ) أو ( لمصباح ) أو ( لزجاجة ) أو متعلق ب { توقد } أو بمحذوف . أي سبحوه في بيوت . أو ب { يسبح } . ولفظ { فيها } تكرار للتوكيد .

قال أبو السعود : لما ذكر شان القرآن الكريم في بيانه للشرائع والأحكام ، ومبادئها وغاياتها المترتبة عليها من الثواب والعقاب ، وأشير إلى كونه في غاية ما يكون من التوضيح ، حيث مثل بنور المشكاة – عقب ذلك بذكر الفريقين وتصوير بعض أعمالهم المعربة عن كيفية حالهم في الاعتداء وعدمه ، والمراد بالبيوت ، المساجد كلها { يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ } يعني قبل طلوع الشمسِ{ وَالْآصَالِ } جمع أصيل وهو العشي قبل غروب الشمس

/خ38