جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ} (36)

{ فِي بُيُوتٍ{[3532]} } ، أي : كمشكاة في بعض بيوت ، وهي المساجد كأنه قيل : مثل نوره في قلبه كما ترى في المساجد نور المشكاة التي من صفتها كيت وكيت ، وقيل متعلق بما بعده أي : يسبح في بيوت ، ولفظ فيها تكرير نحو زيد في الدار جالس فيها ، أو بمحذوف أي : سبحوا في بيوت ، { أَذِنَ اللَّهُ } : أمر الله ، { أَن تُرْفَعَ } ، أن يعظم قدرها فيطهرها من الدنس ، واللغو ، وكل ما لا يليق فيها ، { وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ } ، المراد من التسبيح إما الصلاة ، وبالغدو الصبح ، وبالآصال باقي الصلوات ، لأن اسم الأصيل يجمعها أو صلاة الصبح والعصر{[3533]} ، وإما التسبيح والتنزيه ، والذكر في طرفي النهار ،


[3532]:ولما ذكر أنه يهدي لنوره من يشاء ذكر حال من حصلت له الهداية لذلك النور فذكر أشرف عباداتهم القلبية، وهي التنزيه عن النقائص، وفي أشرف بيوت وهو المساجد، وقد جاء التقسيم لقابل الهداية، وغير قابلها، فبدأ بالصالحين ثم الطالحين فقال: ({في بيوت} الآية /12 وجيز.
[3533]:يعني أو المراد بالغدو صلاة الصبح وبالآصال صلاة العصر /12 منه.