النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ} (36)

قوله : { فِي بُيُوتٍ } في هذه البيوت قولان :

أحدهما : أنها المساجد ، قاله ابن عباس والحسن ومجاهد .

الثاني : أنها سائر البيوت ، قاله عكرمة .

وفي قوله :{ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ } أربعة أوجه :

أحدها : أن تُبْنَى ، قاله مجاهد كقوله : { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ } أي يبني .

الثاني : أنها تطهر من الأنجاس والمعاصي ، حكاه ابن عيسى .

الثالث : أن تعظم ، قاله الحسن .

الرابع : أن ترفع فيها الحوائج إلى الله .

{ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ } فيها ثلاثة أقاويل :

أحدها : يتلى فيها كتابه ، قاله ابن عباس .

الثاني : تذكر فيها أسماؤه الحسنى ، قاله ابن جرير .

الثالث : توحيده بأن لا إله غيره ، قاله الكلبي .

وفيما يعود إليه ذكر البيوت التي أذن الله أن ترفع قولان :

أحدهما : إلى ما تقدم من قوله : كمشكاة فيها مصباح في بيوت أذن الله .

الثاني : إلى ما بعده من قوله : { يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا } وفي هذا التسبيح قولان :

أحدهما : أنه تنزيه الله .

الثاني : أنه الصلاة ، قاله ابن عباس والضحاك .

{ بالْغَدُوِّ وَالآصَالِ } الغدو جمع غَدوة والآصال جمع أصيل وهي العشاء .