تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَمَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُمۡ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِهِۦۖ وَنَحۡشُرُهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ عُمۡيٗا وَبُكۡمٗا وَصُمّٗاۖ مَّأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ كُلَّمَا خَبَتۡ زِدۡنَٰهُمۡ سَعِيرٗا} (97)

{ ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه } أي : يمنعونهم من عذاب الله . { ونحشرهم يوم القيامة } قال السدي : يعني : نسوقهم بعد الحساب إلى النار { على وجوههم عميا وبكما وصما } أما ( عميا ) فعموا في النار حين دخلوها فلم يبصروا فيها شيئا وهي سوداء مظلمة لا يضيء لهبها ، و( بكما ) خرسا ، انقطع كلامهم حين قال : { اخسئوا فيها ولا تكلمون }{[631]} وصما : أذهب الزفير والشهيق بسمعهم ، فلا يسمعون معه شيئا ، وقال في آية أخرى : { وهم فيها لا يسمعون }{[632]} { كلما خبت زدناهم سعيرا } تفسير مجاهد : كلما طفأت أسعرت . قال محمد : خبت النار تخبو خبوا ، إذا سكن لهبها ، فإن سكن اللهب ولم يطفأ الجمر ، قيل : خمدت تخمد خمودا ، وإن طفأت ولم يبق منها شيء قيل : همدت تهمد همودا .

وقوله : { زدناهم سعيرا } أي : نار تسعر تتلهب .


[631]:سورة المؤمنون آية (108).
[632]:سورة الأنبياء آية (100).