تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ} (23)

{ ولا تنفع الشفاعة عنده } عند الله { إلا لمن أذن له } أي : لا يشفع الشافعون إلا للمؤمنين . { حتى إذا فزع عن قلوبهم . . . . } الآية . قال يحيى : إن أهل السماوات والأرض لم يسمعوا الوحي فيما بين عيسى ومحمد ؛ فلما بعث الله جبريل بالوحي إلى محمد سمع أهل السماوات صوت الوحي مثل جر السلاسل على الصخور -أو الصفا- فصعق أهل السماوات مخافة أن تقوم الساعة ، فلما فرغ من الوحي ، وانحدر جبريل جعل كلما يمر بأهل سماء فزع عن قلوبهم –يعني : خلى عنها- فسأل بعضهم بعضا -يسأل أهل كل سماء الذين فوقهم إذا خلى عن قلوبهم ماذا قال ربكم ؟ فيقولون الحق ؛ أي : هو الحق- يعنون : الوحي{[1122]} .

قال محمد : وقيل : إن تأويل { فزع عن قلوبهم } أي : كشف الله الفزع عن قلوبهم .


[1122]:ينظر الحديث بروايات في البخاري –التفسير- سورة سبأ (480) (8/398فتح)، وأبو داود في السنة (5/15) والطبري (22/62)، والدر المنثور (5/236).