ثُمَّ قَرَّرَ فِي الآيةِ بَعْدُ أنَّ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ يْشْفعونَ لَهُمْ عِنْدَ اللّهِ ؛ لاَ تَصِحُّ مِنْهُمْ شَفَاعَةٌ لَهُمْ إذْ هَؤلاءِ كَفَرَةٌ وَلاَ يأْذَنُ اللّهُ فِي الشَّفَاعَةِ فِي كَافِرٍ ، وقَرَأ حَمْزَةُ والكسائي وأبُو عَمْرٍو . و{ أُذِنَ } بِضَمِّ الهَمْزَةِ .
وقوله تعالى : { حتى إِذَا فُزّعَ عَن قُلُوبِهِمْ } الآيةَ ، الضَّميرُ في { قُلُوبِهِمْ } عَائِدٌ عَلَى الملائِكَةِ الَّذِينَ دَعَوْهُمْ آلِهَةً .
قال ( ع ) : وَتَظَاهَرَتْ الأَحَادِيثُ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ هَذِهِ الآية أَعْنِي قوله : { حتى إِذَا فُزّعَ عَن قُلُوبِهِمْ } إنَّما هِي فِي المَلاَئِكَةِ ؛ إذَا سَمِعَتِ الوَحْيَ إلَى جِبْرِيلَ ، أو الأمْرَ يَأْمُرُ اللّهُ بِهِ سَمِعَتْ كَجَرِّ سِلْسِلَةِ الحَدِيدِ عَلى الصَّفْوَانِ ، فَتَفْزَعُ عِنْد ذَلِكَ تَعْظِيماً وَهَيْبَةً لِلَّهِ تَبَارَكَ وتعالى وقِيل : خَوْفاً أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ؛ فَإذَا فَرَغَ ذَلِكَ ، فُزَّعَ عَنْ قُلُوبِهِم ، أي : أُطِيرَ الفَزَعُ عَنْهَا وَكُشِفَ ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ وَلِجِبْرِيلَ : ( مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ ) فَيَقُولُ المَسْؤُولُونَ ، قَالَ : ( الْحَقَّ وَهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ ) .
( ت ) : وَلَفْظُ الحديثِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُرَيْرَةَ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال : " إذَا قَضَى اللّهُ أَمْراً فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ المَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَاناً لِقَوْلِهِ : كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ على صَفْوَانٍ ، فَإذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ، قَالُوا : مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالُوا الحَقَّ ، وَهُوَ العَلِيُّ الكَبِي " انتهى ، وَقَرَأَ الجُمْهُورُ «فُزع » بِضَمِّ الفَاءِ وَمَعْنَاهُ أُطِيرَ الفَزَعُ عَنْهُمْ وَقَوْلُهُمْ : { وَهُوَ العلي الكبير } تَمْجِيدٌ وَتَحْمِيدٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.