الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{هَـٰٓأَنتُمۡ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا يُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ قُلۡ مُوتُواْ بِغَيۡظِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (119)

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله { ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم } قال المؤمن خير للمنافق من المنافق للمؤمن يرحمه في الدنيا . لو يقدر المنافق من المؤمن على مثل ما يقدر عليه منه لأباد خضراءه .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة . مثله .

وأخرج إسحق وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله { وتؤمنون بالكتاب كله } أي بكتابكم وكتابهم ، وبما مضى من الكتب قبل ذلك ، وهم يكفرون بكتابكم ، فأنتم أحق بالبغضاء لهم منهم لكم .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود { وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل } قال : هكذا ووضع أطراف أصابعه في فيه .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { وإذا لقوكم . . . } الآية . قال : إذا لقوا المؤمنين { قالوا آمنا } ليس بهم إلا مخافة على دمائهم وأموالهم فصانعوهم بذلك { وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ } يقول : مما يجدون في قلوبهم من الغيظ والكراهة لما هم عليه ، لو يجدون ريحا لكانوا على المؤمنين .

وأخرج ابن جرير عن السدي { عضوا عليكم الأنامل } قال : الأصابع .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي الجوزاء قال : نزلت هذه الآية في الأباضية .