تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ} (1)

مقدمة السورة:

سُورَةُ الإخْلاَصِ مكية أو مدنية .

قالت اليهود للرسول صلى الله عليه وسلم هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله فنزلت . أو قال مشركو قريش انسب لنا ربك فنزلت وقال يا محمد انسبني إلى هذا أو أرسل المشركون عامر بن الطفيل فقالوا : قد شققت عصانا وسيَّبت آباءنا وخالفت دين آبائك فإن كنت فقيراً أغنيناك وإن كنت مجنوناً داويناك وإن هويت امرأة زوجناك فقال : لست بفقير ولا مجنون ولا هويت امرأة أنا رسول الله إليكم أدعوكم إلى عبادته .

فأرسلوه ثانية فقالوا : بَيِّن لنا جنس معبودك فنزلت هذه السورة فأرسلوه بأن لنا ثلاثمائة وستين صنماً لا تقوم بحوائجنا فكيف يقوم إله واحد بحوائج الخلق كلهم فنزلت { والصّافّات } إلى { إنّ إلهكم لواحد } [ 1 - 4 ] أي في حوائجكم كلها فأرسلوه رابعة بأن يبين لنا أفعال ربه فنزلت { إنّ ربكم الله } [ الأعراف : 54 ] و { الله الذي خلقكم } [ الروم : 40 ] الآيتان .

{ أَحَد } الأحد المنفرد بصفاته فلا شبْه له ولا مثل تقديره الأحد فحذفت الألف واللام أو ليس بنكرة وإنما هو بيان وترجمة قال المبرد : الأحد والواحد سواء أو الأحد الذي لا يدخل في العدد والواحد يدخل في العدد لأنك تقول للواحد ثانياً أو الأحد يستوعب جنسه والواحد لا يستوعبه لأنك لو قلت فلان لا يقاومه أحد لم يجز أن يقاومه اثنان ولا أكثر فالأحد أبلغ من الواحد وسميت سورة الإخلاص لأن قراءتها خلاص من عذاب الله [ أو ] لأن فيها إخلاص الله تعالى من شريك وولد أو لأنها خالصة لله تعالى ليس فيها أمر ولا نهي .