تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيۡكُمۡ حُجَّةٌ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِي عَلَيۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} (150)

{ إلا الذين ظلموا } فإنهم يحتجون بحجة باطلة كقوله -تعالى- { حجتهم داحضة عند ربهم } [ الشورى : 16 ] فسماها حجة ، أو إلا بمعنى ' بعد ' كقوله : { إلا الموتة الأولى } [ الدخان : 56 ] وكقوله : { إلا ما قد سلف } [ النساء : 22 ] بمعنى ' بعد فيهما ' ، والذين ظلموا : قريش واليهود ، قالت قريش بعد التحويل : ' قد علم أنا على الهدى ' ، وقالت اليهود : ' إن يرجع عنها تابعناه ' . { فلا تخشوهم } في المباينة ، { واخشوني } في المخالفة .