تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيۡكُمۡ حُجَّةٌ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِي عَلَيۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} (150)

{ ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام } ، يعني الحرم كله ، فإنه مسجد كله ، { وحيث ما كنتم } من الأرض ، { فولوا وجوهكم شطره } ، يعني فحولوا وجوهكم تلقاءه ، ثم قال : { لئلا يكون للناس عليكم حجة } ، يعني اليهود في أن الكعبة هي القبلة ولا حجة لهم عليكم في انصرافكم إليها ، ثم استثنى ، فقال : { إلا الذين ظلموا منهم } ، يعني من الناس ، يعني مشركي العرب ، وذلك أن مشركي مكة قالوا : إن الكعبة هي القبلة ، فما بال محمد تركها وكانت لهم في ذلك حجة ، يقول الله عز وجل : { فلا تخشوهم } أن يكون لهم عليكم حجة في شيء غيرها ، { واخشوني } في ترك أمري في أمر القبلة ، ثم قال عز وجل : { ولأتم نعمتي عليكم } في انصرافكم إلى الكعبة وهي القبلة ، { ولعلكم } ولكي { تهتدون } من الضلالة ، فإن الصلاة قبل بيت المقدس بعد ما نسخت الصلاة إليه ضلالة .

قال : حدثنا عبيد الله بن ثابت ، قال : حدثنا أبي ، قال الهذيل ، عن ليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الجهم مرثد ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : إنكم ستفتحون قسطنطينية والرومية وحمقلة ، قال : حدثنا عبيد الله ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا الهذيل ، عن ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : إنكم ستفتحون رومية ، فإذا دخلتموها فادخلوا كنيستها الشرقية ، فعدوا سبع بلاطات وأقلعوا الثامنة ، وهي بلاطة حمراء ، فإن تحتها عصا موسى ، وإنجيل عيسى ، وحلي إيلياء ، يعني بيت المقدس ، هذا خزيهم في الدنيا ، ولهم في الآخرة عذاب النار .

قال : حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبي ، عن الهذيل بن حبيب ، عن مقاتل ، قال : كل من ملك القبط يسمى قيطوس ، وكل من ملك الروم يسمى قيصر ، وكل من ملك الفرس يسمى كسرى .