{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ } ، لما كان النسخ من مظان الفتن والشبه ، أكد وكرر وبالغ مراراً ، { لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ } ، أحد من الآحاد ، { عَلَيْكُمْ {[247]} حُجَّةٌ {[248]} } ، فإن اليهود قالت : ما درى {[249]} محمد أين قبلته حتى هديناه ، فلما صرفت القبلة بطلت صورة حجتهم ، { إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ } : من الناس ، كمشركي مكة ، فإنهم قالوا : محمد قد تحير في دينه وسيعود إلى ملتنا كما عاد إلى قبلتنا ، والاستثناء متصل ، قيل : معناه لئلا يكون لأحد من اليهود حجة ، إلا للمعاندين منهم ، فحجة المنصفين أن يقال لم لا يحول إلى قبلة إبراهيم كما هو مذكور في نعته في التوراة ؟ وحجة المعاندين ، أنه ما ترك قبلة الأنبياء إلا ميلاً إلى دين قومه ، والمراد من الحجة ما يساق سياقها ، { فَلاَ تَخْشَوْهُمْ } ، المشركين ، فمطاعنهم لا تضركم ، { وَاخْشَوْنِي } : فلا تخالفوا أمري ، { وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ } ، بتكميل الشريعة ، وهو عطف على قوله لئلا يكون ، { وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } : لكي تهتدوا أنتم خصوصا إلى قبلة إبراهيم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.