تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ} (186)

{ وإذا سألك عبادي } قيل للرسول صلى الله عليه وسلم : ' أقريب ربنا فنناجيه ، أم بعيد فنناديه ' أو سئل عن أي ساعة يدعون فيها ، أو سئل كيف ندعوا ، أو قال قوم : لما نزل : { ادعوني أستجب لكم } [ غافر : 60 ] إلى أين ندعوا فنزلت . { قريب } الإجابة ، أو من سماع الدعاء . { أجيب دعوة الداعي } أسمع فعبر عن السماع بالإجابة ، أو أُجيبه إلى ما سأل إذا كان مصلحة مستكملاً لشروط الطلب ، وتجب إجابته كثواب الأعمال ، فالدعاء عبادة ثوابها الإجابة ، أو لا تجب . وإن قصّر في شروط الطلب فلا تجب إجابته وفي جوازها قولان ، وإن كان سؤاله مفسدة لم تجز إجابته . { فليستجيبوا } فليجيبوني ، أو الاستجابة طلب الموافقة للإجابة ، أو فليستجيبوا لي بالطاعة ، أو فليدعوني . { أحلَّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسآئكم هن لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الّيل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون ( 187 ) }