تفسير الأعقم - الأعقم  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلٗا مَّا بَعُوضَةٗ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۘ يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرٗا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرٗاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ} (26)

{ إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضةً } الآية ، قيلَ : نزلت في اليهود وذلك ان الله تعالى لما ذكر في كتابه الكريم الذباب والعنكبوت ضحكوا وقالوا : ما يشبه هذا كلام الله تعالى ، قال جار الله : والحياء تغيّر وانكسار يعتري الانسان من خوف ما يعاب به او يذم ، واشتقاقه من الحياة ، قال : فإن قلتَ : كيف جاز وصف القديم سبحانه به ولا يجوز عليه التغير والذم ؟ قلتُ : مجاز . وفي حديث : " ان العبد اذا رفع يده الى الله تعالى يطلبُ داعياً اليه ، استحيى الله ان يرد يده صِفراً حتى يهب فيهما خيراً " وهو مجاز على سبيل المثل ، وكذلك معنى قوله : { إنّ الله لا يستحي } أن يترك ضرب المثل بالبعوضة ، او هو جواب للكفرة ، وفي خلقه ما هو أصغر منها ف

{ سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون } [ يس : 36 ] والبعوضة النهاية في الصغر وهي النامس وانشد لبعضهم :

يا من يرى مد البعوض جناحَها *** في ظلمة الليل البهيم الأليلِ

ويرى عروق نياطها في نحرها *** والمخ في تلك العظام النحِل

اغفر لعبد تاب من فرطاته *** ما كان منه في الزمان الأولِ