المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلٗا مَّا بَعُوضَةٗ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۘ يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرٗا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرٗاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ} (26)

تفسير الألفاظ

{ لا يستحيى } من الحياء ، وهو انقباض النفس عن إتيان أمر مخافة الذم . وهو بهذا المعنى مستحيل على الله لأنه منزه عن الانفعالات . فالمراد به الامتناع . والمعنى أن الله لا يمتنع أن يضرب مثلا . { ما } لفظة إبهامية تزيد النكرة إبهاما وتمنع عنها التقييد . { بعوضة } البعوضة الحشرة المعروفة . { الفاسقين } الفسق الخروج عن الشرع .

تفسير المعاني :

إن الله لا يمتنع عن ضرب الأمثال لعباده بأصغر مخلوقاته وأحقرها . فأما الذين آمنوا فيعلمون أن الله حق لا يقول غير الحق . وأما الذين كفروا فيتعجبون ويقولون ماذا يريد الله من ضرب الأمثال بالأشياء الحقيرة ، إنه يريد بذلك إضلال من عميت بصائرهم عن تنور أسرار الخالق في أصغر مخلوقاته ، وهداية من صفت أفئدتهم فاستوت لديهم كبريات المخلوقات وصغرياتها في الدلالة على الحق الذي يتطلبونه .