نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلٗا مَّا بَعُوضَةٗ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۘ يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرٗا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرٗاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ} (26)

ولما ثبت بعجزهم عن المعارضة أن هذا الكلام كلامه سبحانه ثبت أن ما فيه من الأمثال أقواله فهددهم في هذه السورة المدنية على العناد وتلاه بالآية التي أخبر فيها بأن ثمار الدنيا وأزواجها وإن شابهت ما في الجنة بالاسم وبعض الشكل فقد باينته بالطعوم والطهارة وما لا يعلمه حق علمه إلا الله تعالى فاضمحلت نسبتها إليها ، وكان في ختم الآية بخالدون إشارة إلى أن الأمثال التي هي أحسن كلام الناس وإن شابهت أمثاله سبحانه في الاسم ودوام الذكر فلا نسبة لها إليها لجهات لا تخفى{[1338]} على المنصف فلم يبق إلا طعنهم بأنها لكونها بالأشياء الحقيرة لا تليق بكبريائه فبين حسنها ووجوب الاعتداد بها وإنعام النظر فيها بالإشارة بعدم الاستحياء من ضربها لكونها حقاً إلى أن الأشياء كلها وإن عظمت حقيرة بالنسبة إلى جلاله وعظمته وكماله ، فلو ترك التمثيل بها لذلك لانسد ذلك الباب الذي هو من أعجب العجاب{[1339]} فقال تعالى على طريق الاستنتاج{[1340]} من المقدمات المسلَّمات{[1341]} وأكد سبحانه دفعاً لظن أنه يترك لما لبّسوا{[1342]} به الأمثال التي هي أكشف شيء للأشكال وأجلى في{[1343]} جميع الأحوال{[1344]} . وقال الحرالي : لما كانت الدعوة تحوج مع المتوقف{[1345]} فيها والآبي لها إلى تقريب للفهم بضرب الأمثال وكانت هذه الدعوة جامعة الدعوات وصل بها هذه الآية الجامعة لإقامة الحجة في ضرب الأمثال وأن ذلك من الحق سبحانه

{ والله لا يستحيي من الحق{[1346]} } [ الأحزاب : 53 ] {[1347]} وليختم{[1348]} ذكر ما تضمنه صدر السورة من الحروف{[1349]} التي أنزل عليها القرآن بسابعها الذي هو حرف المثل ، وبين تعالى أن مقدار الحكمة الشاهد للممثل{[1350]} في البعوضة وفيما هو أظهر للحس وآخذ{[1351]} في العلم . وإنما يجب الالتفات للقدر لا للمقدار ولوقع{[1352]} المثل{[1353]} على ممثله قل أو جل دنا أو علا فتنزه تعالى{[1354]} عما يجده الخلق عندما ينشأ من بواطنهم وهمهم أن يظهروا أمراً{[1355]} فيتوهمون فيه نقصاً فيرجعهم ذلك عن إظهاره قولاً أو فعلاً - انتهى . فقال{[1356]} تعالى : { إن الله } أي المحيط بكل شيء جلالاً وعظمة وكمالا { لا يستحيي } أي لا يفعل ما يفعله المستحي من ترك ما يستحي منه .

والحياء{[1357]} قال الحرالي انقباض النفس عن عادة انبساطها في ظاهر البدن لمواجهة ما تراه نقصاً حيث يتعذر عليها الفرار بالبدن { أن }{[1358]} كلمة مدلولها ممن أجريت عليه حقيقة باطن من ذاته وعلمه يتصل بها ما يظهرها ، وسيبويه رحمه الله يراها اسماً ، وعامة النحاة لانعجام معناها عليهم يرونها حرفاً { يضرب } من ضرب المثل وهو{[1359]} وقع المثل على الممثل ، لأن أصل{[1360]} الضرب وقع شيء على شيء ، والمعنى أن يوجد الضرب متجدداً{[1361]} مستمراً وهذا لا يساويه أن يقال من ضربه{[1362]} مثلاً ، فإنه يصدق لمثل واحد سابق أو لاحق ، وتحقيقه أن المصدر لا يقع{[1363]} إلا على كمال الحقيقة من غير نظر إلى زمان{[1364]} ولا غيره وأما بفعل{[1365]} فإنه يفهم إيقاع الحقيقة من غير نظر أيضاً إلى زمان ، وبفهمها مع{[1366]} النظر إلى الزمان مع التجدد{[1367]} والاستمرار ومع كمال الحقيقة وقبل كمالها عند الشروع فيها وإلى هذا القيد الأخير ينظر قول الحرالي : إن الحياء من أن يضرب المثل استحياء من وقعه في الباطن ، والحياء من ضربه المثل استحياء من إظهاره بالقول ، فنفى الأصل الأبلغ{[1368]} الذي بنفيه{[1369]} يكون نفي الضرب أحق ، فليراجع هذا المعنى مع تكرار كلمة " إن " فإنها كثيرة الدور{[1370]} / في القرآن جليلة قدر المعنى في مواقعها ، وإنما يجري على ترك الالتفات إلى موقع معناها ما يقوله النحاة في معنى التقريب إنّ أنّ والفعل في{[1371]} معنى المصدر ، والواجب في الإعراب والبيان الإفصاح عن ترتب معانيهما ، وعند هذا يجب أن تكون{[1372]} أن اسماً والفعل صلتها نحو{[1373]} من وما { مثلاً ما } مثل أمر ظاهر للحس ونحوه ، يعتبر به أمر خفي يطابقه فينفهم معناه باعتباره و " ما " {[1374]} في نحو هذا الموقع لمعنى الاستغراق ، فهي هنا لشمول الأدنى والأعلى من الأمثال - انتهى .

ثم بين ذلك بقوله : { بعوضة } .

وقال الحرالي : ولما كان ضرب المثل متعلقاً بمثل وممثل كان الضرب واقعاً عليهما ، فكان لذلك متعدياً إلى مفعولين : مثلاً ما وبعوضة ، والبعوض{[1375]} جنس معروف من أدنى الحيوان الطائر مقداراً وفيه استقلال وتمام خلقة{[1376]} ، يشعر به معنى البعض الذي منه لفظه ، لأن البعض يوجد{[1377]} فيه جميع أجزاء الكل فهو بذلك كل ، { فما فوقها } أي من{[1378]} معنى يكون أظهر منها ، والفاء تدل على ارتباط ما إما تعقيب واتصال أو تسبيب ، ففيه هنا إعلام بأقرب ما يليه على الاتصال والتدريج إلى أنهى ما يكون - انتهى . والمعنى أن ذلك إن اعتبر بالنسبة إليه سبحانه كان هو وأنتم وغيركم بمنزلة واحدة في الحقارة ، وإن اعتبر بالنسبة إليكم كان الفريقان بمنزلة واحدة في أنه خلق حقير ضعيف صغير من تراب ، وأما شرف بعضه على بعض فإنما كان بتشريف الله له ولو شاء لعكس الحال .

ثم ذكر شأن{[1379]} قسمي المؤمنين والكافرين بقسمي كل منهم في قبول أمثاله فقال{[1380]} مؤكداً بالتقسيم لأن حال كل من القسمين حال المنكر لما وقع للآخر{[1381]} : { فأما }{[1382]} ، قال الحرالي : كأنها مركبة من " إن " دالة على باطن ذات و " ما " دالة على ظاهر مبهم ، يؤتى به للتقسيم - انتهى . { الذين آمنوا } أي بما ذكرنا أول السورة ، {[1383]} ولما تضمن أما معنى الشرط كما فسره سيبويه بمهما يكن من شيء أجيب بالفاء في قوله : { فيعلمون{[1384]} أنه } أي ضرب المثل { الحق } كائناً{[1385]} { من ربهم } أي المحسن إليهم بجميع أنواع الإحسان ، وأنه ما أراد بهم إلا تربيتهم بالإحسان بضربه على عوائد فضله{[1386]} ، وأما أمثال غيره فإن لم يكن فيها نوع من الباطل فلا بد فيها من ضرب من التسمُّح تكون به غير جديرة باسم الحق ولا عريقة فيه .

قال الحرالي : لما كان الذين آمنوا ممن بادر فأجاب وكان ضرب المثل تأكيد دعوة وموعظة لمن حصل منه توقف حصل للذين آمنوا استبصار بنور الإيمان في ضرب المثل ، فصاروا عالمين بموقع الحق فيه ، وكما استبصر فيه الذين آمنوا استغلق معناه على الذين كفروا وجهلوه{[1387]} فاستفهموا عنه استفهام إنكار لموقعه - انتهى . فلذا{[1388]} قال { وأما الذين كفروا } أي المجاهرون منهم والمساترون{[1389]} { فيقولون } {[1390]} أي قولاً مستمراً{[1391]} { ماذا{[1392]} } {[1393]} أي الذي{[1394]} { أراد الله } الذي هو أجل جليل { بهذا } الحقير {[1395]} أي بضربه له{[1396]} { مثلاً } {[1397]} أي على جهة المثلية{[1398]} استهزاء وجهلاً{[1399]} وعناداً وجفاءً{[1400]} ؛ ثم وصل بذلك ذكر ثمرته عند الفريقين جواباً لسؤال من سأل منهم فقال : { يضل به كثيراً } أي منهم بأن لا يفهمهم المراد منه فيظنون بذلك الظنون . وقال الحرالي : وكان إضلالاً لهم ، لأن في ضرب المثل بما يسبق لهم استزراؤه بنحو الذباب والعنكبوت الذي استزروا ضرب المثل به تطريق لهم إلى الجهالة فكان{[1401]} ذلك إضلالاً ، وقدم الجواب بالإضلال لأنه مستحق المستفهم ، والإضلال التطريق للخروج عن الطريق الجادة{[1402]} المنجية{[1403]} - انتهى .

{ ويهدي به كثيراً } أي ببركة اعتقادهم الخير وتسليمهم له الأمر يهديهم ربهم بإيمانهم فيفهمهم المراد منه ويشرح صدورهم لما فيه من المعارف فيزيدهم به إيماناً وطمأنينة وإيقاناً{[1404]} ، والمهديون{[1405]} كثير في الواقع قليل بالنسبة إلى الضالين . ولما كان المقام للترهيب كما مضى في قوله : { فاتقوا النار } اكتفى في المهتدين بما سبق{[1406]} من بشارتهم وقال في ذم القسم الآخر وتحذيره : { وما يضل به إلا } ، قال الحرالي : كأنها مركبة من " إن " و " لا " مدلولها نفي حقيقة ذات عن حكم ما قبلها - انتهى . { الفاسقين } أي الخارجين{[1407]} عن العدل والخير . وقال الحرالي : الذين خرجوا عن إحاطة الاستبصار وجهات تلقي الفطرة والعهد الموثق وحسن الرعاية ، لأن الفسق خروج عن محيط كالكمام للثمرة والجحر{[1408]} للفأرة - انتهى .


[1338]:في ظ: لا يخفى.
[1339]:وفي م: العجايب.
[1340]:وفي م: الاستفتاح وما في الأصل هو الظاهر.
[1341]:العبارة من هنا إلى "الأحوال" ليست في ظ.
[1342]:في م ومد لسوا- كذا.
[1343]:في م: من.
[1344]:قال البيضاوي وأجاد في قوله: لما كانت الآيات السابقة متضمنة لأنواع من التمثيل عقب ذلك ببيان حسنه وما هو الحق له والشرط فيه وهو أن يكون على وفق الممثل له من الجهة التي تعلق به التمثيل في العظم والصغر والحسة والشرف دون الممثل فإن التمثيل إنما يصار إليه لكشف المعنى الممثل له ورفع الحجاب عنه وإبرازه في صورة المشاهد المحسوس ليساعد فيه الوهم العقل ويصالحه عليه، فإن المعنى الصرف إنما يدركه العقل مع منازعة الوهم، لأن من طبعه ميل الحس وحب المحاكاة، ولذلك شاعت الأمثال في الكتب الإلهية وفشت في عبارات البلغاء وإشارات الحكماء فيمثل الحقير بالحقير كما يمثل العظيم بالعظيم وإن كان الممثل أعظم من كل عظيم لا ما قالت الجهلة من الكفار لما مثل الله تعالى حال المنافقين بحال المستوقدين وأصحاب الصيب وعبادة الأصنام في الوهن والضعف ببيت العنكبوت، وأيضا لما أرشدهم إلى ما يدل على أن المتحدى به وحي منزل ورتب عليه وعيد ممن كفر به ووعد من آمن به بعد ظهور أمره شرع في جواب ما طعنوا به فيه فقال: "إن الله لا يستحيي" أي لا يترك ضرب المثل بالبعوضة ترك من يستحيي أن يمثل بها لحقارتها – انتهى كلامه.
[1345]:في ظ: التوقف.
[1346]:سورة 33 آية 53
[1347]:زيد في الأصل: "وليتضمن" ولم تكن الزيادة في م ومد وظ فحذفناها.
[1348]:من ظ وفي الأصل: ليتختم، وفي م ومد: ليتختم.
[1349]:زيد في م: الذي.
[1350]:في ظ: للمثل.
[1351]:في م ومد وظ: أحد وزيد في مد: مما – كذا.
[1352]:في م: لواقع.
[1353]:وفي ظ: للمثل.
[1354]:العبارة من هنا إلى "انتهى" ليست في ظ.
[1355]:في م أمر.
[1356]:قال علي المهائمي في تفسيره: ولما كان ذكر الدال على مزيد يد عنايته بنوع الإنسان بإصلاح معاشه ومعاده بإرسال الرسل وذكر النحل والنمل لبيان عظيم عنايته بأحقر الأشياء حق ألهم الأول طريق تحصيل العسل والثاني شأن سليمان عليه السلام، وذكر الذباب والعنكبوت لتحقير الأصنام مريبا لهم حتى كأنهم قالوا لو دل إعجازه على أنه كلام الله دل ذكرها على أنه ليس بكلامه، إذ لا يليق لعظمته رد الله عليهم بقوله "إن الله لا يستحيي" – انتهى كلامه.
[1357]:قال أبو حيان حيان الأندلسي: الحياء تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم، ومحله الوجه، ومنبعه من القلب، واشتقاقه من الحياة وضده القحة، والحياء والاستحياء والانخزال والانقماع والانقلاع متقاربة المعنى فتنوب كل واحدة منها مناب الأخرى. وقال النسفي: ولا يجوز على القديم التغير وخوف الذم ولكن الترك لما كان من لوازمه عبر عنه، ويجوز أن تقع هذه العبارة في كلام الكفرة فقالوا: أما يستحيي رب محمد أن يضرب مثلا بالذباب والعنكبوت فجاءت على سبيل المقابلة وإطباق الجواب على السؤال وهو فمن من كلامهم بديع – انتهى.
[1358]:قال البيضاوي: و"أن" بصلتها مخفوض المحل عند الخليل بإضمار من منصوب بإفضاء الفعل إليه بعد حذفها عند سيبويه.
[1359]:وضرب المثل اعتماله من ضرب الخاتم، وأصله وقع الشيء على آخر.
[1360]:في مد: أمثل
[1361]:وفي م: متجرد.
[1362]:في م: ضرب.
[1363]:وفي م: لا يؤثر.
[1364]:وفي م: إلى برهان إلى برهان – كذا.
[1365]:في ظ: يفعل.
[1366]:وفي م: منه.
[1367]:في م: التجدر.
[1368]:في م: كلا أبلغ – كذا.
[1369]:في م: ينفيه.
[1370]:وفي م: القدر.
[1371]:في م: "هي".
[1372]:في مد: يكون.
[1373]:في مد: مثل.
[1374]:قال البيضاوي : "ما" إبهامية تزيد للنكرة إبهاما وشياعا وتسد عنها طرق التقييد واستفهامية هي المبتدأ كأنه لما ورد استبعادهم ضرب الله الأمثال قال بعده: ما البعوضة فما فوقها حتى لا يضرب به المثل.
[1375]:وفي م: البعوضة.
[1376]:وفي ظ: خلقته.
[1377]:في مد وظ: توجد.
[1378]:في البيضاوي: ومعناه ما زاد عليها في الجثة كالذباب والعنكبوت كأنه قصد به رد ما استنكره والمعنى أنه لا يستحيي ضرب المثل بالبعوض فضلا عما هو أكبر منه أو في المعنى الذي جعلت فيه مثلا وهو الصغر والحقارة كجناحها فغنه عليه السلام ضربه مثلا للدنيا أو ما زاد عليها في القلة كنخبة النمل لقوله عليه السلام: ما اصاب المؤمن من مكروه فهو كفارة لخطاياه حتى نخبة النملة – انتهى.
[1379]:ليس في ظ.
[1380]:العبارة من هنا إلى "للآخر" ليست في ظ ومد.
[1381]:في مد: الآخر – كذا.
[1382]:في تفسير النسفي: و "أما" حرف فيه معنى الشرط ولذا يجاب بالفاء وفائدته في الكلام أن يعطيه فضل توكيد ولذا قال سيبويه في تفسيره: مهما يكن من شيء فزيد ذاهب وهذا التفسير يفيد كونه تأكيدا وأنه في معنى الشرط، وفي إيراد الجملتين مصدرتين به إحماد عظيم لأمر المؤمنين واعتداد بليغ بعلمهم أنه الحق ونعى على الكافرين إغفالهم حظهم ورميهم بالكلمة الحمقاء.
[1383]:العبارة من هنا إلى "قوله" ليست في ظ ومد.
[1384]:زيد في م ومد: علما نافعا.
[1385]:ليس في ظ
[1386]:زيد في م ومد : فيقولون إذعانا وتسليما "آمنا به كل من عند ربنا".
[1387]:في م: جهلوا وفي مد: جهلوا عنه.
[1388]:في م: فكذا.
[1389]:زيد في م ومد: فيجهلون ذلك.
[1390]:ليست في ظ، وزيد بعدها في مد: اعتراضا واستهزاء.
[1391]:ليست في ظ، وزيد بعدها في مد: اعتراضا واستهزاء.
[1392]:قال علي المهائمي "فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق" أي الثابت الذي لا يمكن تبديله إذ لا يمكن بيان خسة الشيء بتمثيله بأعظم الأشياء "من ربهم" أي الذي رباهم بما بين لهم من مراتب الأشياء ليضعوا كل شيء موضعه ، "وأما الذين كفروا فيقولون" مع علمهم بحقيته "ما ذا أراد الله" مع غاية عظمته "بهذا" أي يجعل هذا الحقير مثلا مع أنه لا يناسب عظمته – انتهى كلامه.
[1393]:ليس في ظ.
[1394]:ليس في ظ.
[1395]:ليست في ظ.
[1396]:ليست في ظ.
[1397]:ليست في ظ.
[1398]:ليست في ظ.
[1399]:قال أبو البركات النسفي: وسياق الآية لبيان أن ما استنكره الجهلة من الكفار واستغربوه من أن تكون المحقرات من الأشياء مضروبا بها المثل ليس بموضع الاستنكار والاستغراب لأن التمثيل إنما يصار إليه لما فيه من كشف المعنى وإدناء المتوهم من المشاهد، ولبيان أن المؤمنين الذين عادتهم الإنصاف والنظر في الأمور بناظر العقل إذا سمعوا بهذا التمثيل علموا أنه لحق وأن الكفار الذين غلب الجهل على عقولهم كابروا وعاندوا وقضوا عليه بالبطلان وقابلوه بالإنكار، وأن ذلك سبب هدى للمؤمنين وضلال الفاسقين.
[1400]:زيد في مد: فالآية من الاحتباك، ذكر أولا العلم دليلا على حذف ضده ثانيا، وثانيا الاعتراض دليلا على حذف ضده أولا.
[1401]:في ظ: وكان.
[1402]:في ظ: الجارة – كذا.
[1403]:في م: المنحية.
[1404]:العبارة من هنا إلى "الضالين" ليست في ظ.
[1405]:وفي تفسير النسفي: وأهل الهدى كثير في أنفسهم وإنما يوصفون بالقلة بالقياس إلى أهل الضلال، ولأن القليل من المهتدين كثير في الحقيقة وإن قلوا في الصورة: إن الكرام كثير في البلاد وإن قلوا كما غيرهم وإن كثروا
[1406]:وفي م: سيق.
[1407]:وقال البيضاوي : أي خارجين عن حد الإيمان كقوله تعالى "إن المنافقين هم الفاسقون" من قولهم: فسقت الرطبة عن قشرها – إذا خرجت وأصل الفسق الخروج عن القصد.
[1408]:في ظ: الجحرة.