الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (34)

وإبليس إفعيل من " أبلس " إذا يئس كأنه يئس من الرحمة ، لم يصرف لقلة( {[1597]} ) .

وقيل : هو أعجمي ، ولذلك( {[1598]} ) لم يصرف في المعرفة( {[1599]} ) .

قال أبو عبيد : " لم يصرف لأنه لا نظير له في الأسماء " ، وهو عنده " فِعْلِيل " ( {[1600]} ) أو " إِفْعِيل " .

قوله : ( أَبَى )( {[1601]} ) : أتى مستقبله( {[1602]} ) على " يفعل " على التشبيه بِ " قرأ( {[1603]} ) ، يقرأ " ، لأن الهمزة تبدل منها الألف ، وهي من حروف الحلقثلها .

وقالوا : " جبى ، يجبي " من الجباية بالفتح ، " وقلى يقلى " بالفتح على التشبيه أيضاً .

وإبليس [ في قول( {[1604]} ) ] ابن عباس : كان من حي من أحياء يقال لهم الجن ، خلقوان نار السموم ، وكان اسمه الحارث ، وكان من خزان الجنة( {[1605]} ) .

وروي عنه أيضاً أنه قال : " كان إبليس من الملائكة واسمه عزرائيل ، وكان من سكان الأرض وكان شديد العبادة وواسع العلم ، فدعاه ذلك( {[1606]} ) إلى الكبر " ( {[1607]} ) .

وإنما( {[1608]} ) سمي من الجن لأنه كان خازناً( {[1609]} ) للجنة ، فكأنه( {[1610]} ) منسوب( {[1611]} ) إليها ، كما تقول : مكي وبصري وشامي( {[1612]} ) .

وقيل : سمي من الجن لأنه لا يرى ، كما سمى الله الملائكة جناً ، فقال : ( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً )( {[1613]} ) . وأصله كله الاستتار( {[1614]} ) .

وقال شهر بن حوشب( {[1615]} ) : " كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة في الأرض/ حين أفسدوا فأسره بعض( {[1616]} ) الملائكة ، فذهب به إلى السماء " ( {[1617]} ) . وهذا غير( {[1618]} ) معروف .

وقال/ سعد بن مسعود( {[1619]} ) : " سما إبليس من الأرض وهو( {[1620]} ) صغير ، فكان مع الملائكة فتعبد( {[1621]} ) ، فلما أمر بالسجود لآدم امتنع فذلك قوله ( كَانَ مِنَ الْجِنِّ( {[1622]} ) )( {[1623]} ) .

وقال ابن زيد : " إبليس أبو الجن ، كما أن( {[1624]} ) آدم أبو الإنس " ( {[1625]} ) .

وروى عكرمة عن ابن عباس أن الله خلق خلقاً فقال : " اسجدوا لآدم فأبوا فأحرقهم ، ثم [ خلقَ( {[1626]} ) خَلْقاً ] آخر فأبوا فأحرقهم ثم خلق هؤلاء فسجدوا إلا إبليس كان من أولئك الذين أبو السجود لآدم " ( {[1627]} ) .

والسجود الذي أمروا به إنما هو على جهة التحية ، لا على جهة العبادة .

وقيل : أمروا بذلك إكراماً له .

وقيل( {[1628]} ) معناه : اسجدوا إليه كما يسجد إلى الكعبة فجعل قبل إكراماً له( {[1629]} ) .


[1597]:- في ع2، حق، ع3: لعلة.
[1598]:- في ق: ولدك. وهو تحريف.
[1599]:- انظر: غريب القرآن 31، وإعراب القرآن 1/162. وعزاه ابن منظور في اللسان 1/256 إلى أبي إسحاق.
[1600]:- في ع3: و.
[1601]:- في ق: إلى أن.
[1602]:- في ق، ع3: مستقبلة. وهو تصحيف.
[1603]:- في ق: يقرأ. وهو تصحيف.
[1604]:- في ع2، ع3: عند. وفي ق: وفي قول.
[1605]:- انظر: جامع البيان 1/502، وتفسير ابن كثير 1/75، [وتفسير القرطبي 1/295 وفيه: من أحياء الملائكة]. المدقق.
[1606]:- في ع3: بذلك.
[1607]:- انظر: تفسير القرطبي 1/295، وتفسير ابن كثير 1/77.
[1608]:- في ق: فإنما.
[1609]:- في ع3: خزاناً.
[1610]:- في ع2: فكان.
[1611]:- في ع3: منسوباً. وهو خطأ.
[1612]:- انظر: جامع البيان 1/503.
[1613]:- الصافات آية 158.
[1614]:- انظر: تفسير القرطبي 1/295. وهو قول محمد بن إسحاق في جامع البيان 1/505-506.
[1615]:- في ح: جوشب. وفي ق: خوشب. وفي ع3: حشيب. وكلها تحريفات.
[1616]:- في ع2: بعضهم.
[1617]:- انظر: جامع البيان 1/507، وتفسير القرطبي 1/294.
[1618]:- في ع2، ع3: قول.
[1619]:- هو سعد بن مسعود الصحابي الأنصاري روى الطبراني حديثاً عنه في الإصابة 2/36، (ط. بيروت).
[1620]:- سقط حرف الواو من ع3.
[1621]:- في ع3: فتبعد.
[1622]:- انظر: جامع البيان 1/507، وتفسير ابن كثير 1/77.
[1623]:- الكهف آية 49.
[1624]:- في ع2، ع3: كان.
[1625]:- انظر: جامع البيان 1/507، وتفسير القرطبي 1/294.
[1626]:- في ع2، ع3: خلق وفي ع1، ح، ق: خلقاً.
[1627]:- انظر: جامع البيان 1/508، وتفسير ابن كثير 1/77.
[1628]:- في ع2، ع3: قال.
[1629]:- سقط من ق.