وإبليس إفعيل من " أبلس " إذا يئس كأنه يئس من الرحمة ، لم يصرف لقلة( {[1597]} ) .
وقيل : هو أعجمي ، ولذلك( {[1598]} ) لم يصرف في المعرفة( {[1599]} ) .
قال أبو عبيد : " لم يصرف لأنه لا نظير له في الأسماء " ، وهو عنده " فِعْلِيل " ( {[1600]} ) أو " إِفْعِيل " .
قوله : ( أَبَى )( {[1601]} ) : أتى مستقبله( {[1602]} ) على " يفعل " على التشبيه بِ " قرأ( {[1603]} ) ، يقرأ " ، لأن الهمزة تبدل منها الألف ، وهي من حروف الحلقثلها .
وقالوا : " جبى ، يجبي " من الجباية بالفتح ، " وقلى يقلى " بالفتح على التشبيه أيضاً .
وإبليس [ في قول( {[1604]} ) ] ابن عباس : كان من حي من أحياء يقال لهم الجن ، خلقوان نار السموم ، وكان اسمه الحارث ، وكان من خزان الجنة( {[1605]} ) .
وروي عنه أيضاً أنه قال : " كان إبليس من الملائكة واسمه عزرائيل ، وكان من سكان الأرض وكان شديد العبادة وواسع العلم ، فدعاه ذلك( {[1606]} ) إلى الكبر " ( {[1607]} ) .
وإنما( {[1608]} ) سمي من الجن لأنه كان خازناً( {[1609]} ) للجنة ، فكأنه( {[1610]} ) منسوب( {[1611]} ) إليها ، كما تقول : مكي وبصري وشامي( {[1612]} ) .
وقيل : سمي من الجن لأنه لا يرى ، كما سمى الله الملائكة جناً ، فقال : ( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً )( {[1613]} ) . وأصله كله الاستتار( {[1614]} ) .
وقال شهر بن حوشب( {[1615]} ) : " كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة في الأرض/ حين أفسدوا فأسره بعض( {[1616]} ) الملائكة ، فذهب به إلى السماء " ( {[1617]} ) . وهذا غير( {[1618]} ) معروف .
وقال/ سعد بن مسعود( {[1619]} ) : " سما إبليس من الأرض وهو( {[1620]} ) صغير ، فكان مع الملائكة فتعبد( {[1621]} ) ، فلما أمر بالسجود لآدم امتنع فذلك قوله ( كَانَ مِنَ الْجِنِّ( {[1622]} ) )( {[1623]} ) .
وقال ابن زيد : " إبليس أبو الجن ، كما أن( {[1624]} ) آدم أبو الإنس " ( {[1625]} ) .
وروى عكرمة عن ابن عباس أن الله خلق خلقاً فقال : " اسجدوا لآدم فأبوا فأحرقهم ، ثم [ خلقَ( {[1626]} ) خَلْقاً ] آخر فأبوا فأحرقهم ثم خلق هؤلاء فسجدوا إلا إبليس كان من أولئك الذين أبو السجود لآدم " ( {[1627]} ) .
والسجود الذي أمروا به إنما هو على جهة التحية ، لا على جهة العبادة .
وقيل : أمروا بذلك إكراماً له .
وقيل( {[1628]} ) معناه : اسجدوا إليه كما يسجد إلى الكعبة فجعل قبل إكراماً له( {[1629]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.