الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا} (21)

قوله تعالى : { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ } محمّد صلّى الله عليه وسلم { أُسْوَةٌ } قدوة { حَسَنَةٌ } قرأ عاصم هاهنا وفي سورة الامتحان ( أُسْوَةٌ ) بضمّ الألف وقرأهما الآخرون بالكسر وهما لغتان مثل عُدوة وعِدوة ورُشوة ورِشوة وكُسوة وكِسوة . وكان يحيى بن ثابت يكسرها هنا ويضمّ الأُخرى .

قال أبو عبيد : ولا نعرف بين ما فَرَّقَ يحيى فرقاً .

قال المفسِّرون : يعني { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } سنّة صالحة أنْ تنصروه وتؤازروه ولا تتخلّفوا عنه ولا ترغبوا بأنفسكم عن نفسه وعن مكان هواه ، كما فعل هو إذ كسرت رباعيته ، وجرح فوق حاجبة وقتل عمّه حمزة ، وأُوذي بضروب الأذى فواساكم مع ذلك بنفسه ، فافعلوا أنتم أيضاً كذلك واستنّوا بسنّته .

{ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } في الرخاء والبلاء .