مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا} (21)

{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } بالضم حيث كان : عاصم أي قدوة وهو المؤتسى به أي المقتدى به كما تقول «في البيضة عشرون مناً حديداً » أي هي في نفسها هذا المبلغ من الحديد . أو فيه خصلة من حقها أن يؤتسى بها حيث قاتل بنفسه { لّمَن كَانَ يَرْجُو الله واليوم الآخر } أي يخاف الله ويخاف اليوم الآخر أو يأمل ثواب الله ونعيم اليوم الآخر . قالوا { لِمَنْ } بدل من { لَكُمْ } وفيه ضعف لأنه لا يجوز البدل من ضمير المخاطب . وقيل : { لِمَنْ } يتعلق ب { حَسَنَةٌ } أي أسوة حسنة كائنة لمن كان { وَذَكَرَ الله كَثِيراً } أي في الخوف والرجاء والشدة والرخاء