غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا} (21)

21

لما فرغ من توبيخ المنافقين حث جمع المكلفين على مواساة الرسول وموازرته كما واساهم بنفسه في الصبر على الجهاد والثبات في مداحض الأقدام . والأسوة القدوة وهو المؤتسى به أي المقتدى به ، فالمراد أنه في نفسه كما تقول في البيضة عشرون منا حديداً أي هي في نفسها هذا المبلغ من الحديد .

والمراد أن فيه خصلة هي المواساة بنفسه فمن حقها أن يؤتسى بها وتتبع . قال في الكشاف : قوله { لمن كان } بدل من قوله { لكم } وضعف بأن بدل الكل لا يقع من ضمير المخاطب فالأظهر أنه وصفة الأسوة . والرجاء بمعنى الأمل أو الخوف . وقوله { يرجو الله واليوم الآخر } كقولك : رجوت زيداً وفضله أي رجوت فضل زيد ، أو أريد يرجو أيام الله واليوم الآخر خصوصاً . وقوله { وذكر } معطوف على { كان } وفيه أن المقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي واظب على ذكر الله وعمل ما يصلح لزاد المعاد .