وقوله سبحانه : { الله الذي رَفَعَ السموات بِغَيْرِ عَمَدٍ } [ الرعد : 2 ] .
قال جمهور النَّاس : لاَ عَمَدَ للسموات البتَّة ، وهذا هو الحَق و«العمدُ » : اسم جَمْعٍ .
قوله سبحانه : { ثُمَّ استوى عَلَى العرش } «ثم » هنا : لعطفِ الجُمَلِ ، لا للترتيبِ ؛ لأن الاستواء على العَرْش قبل رَفْعِ السموات ، ففي الصحيحِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ ، ثُمَّ خَلَقَ السموات وَالأَرْضَ ) وقد تقدَّم القول في هذا ، وفي معنى الاستواء .
( ت ) : والمعتَقَدُ في هذا : أنه سبحانَهُ مستو على العرشِ على الوَجْهِ الذي قاله ، وبالمعنَى الذي أراده استواء منزَّهاً عن المماسَّة والاستقرار والتمكُّن والحلولِ والانتقال ، لا يحملُهُ العَرْش ، بل العرشُ وَحَمَلَتُهُ محمُولُون بلُطْفِ قُدْرته ، ومَقْهُورون في قَبْضته ، كان اللَّه ولا شيءَ معه ، كان سبَحَانه قَبْلَ أَنْ يخلق المَكَانَ والزمَانَ ، وهو الآنَ على ما عليه كان .
وقوله سبحانه : { وَسَخَّرَ الشمس والقمر } : تنبيهٌ على القُدْرة ، وفي ضِمْن الشمسِ والقَمَر الكواكِبُ ، ولذلك قال : { كُلٌّ يَجْرِي } أي : كلُّ ما هو في معنى الشَّمْسِ والقَمَرِ ، و«الأجلُ المسمَّى » : هو انقضاء الدنيا ، وفسادُ هذه البنْيَةِ .
{ يُدَبِّرُ الأمر } : معناه : يُبْرمه وينفذه ، وعبَّر بالتدبير ، تقريباً للأفهام ، وقال مجاهد : { يُدَبِّرُ الأمر } : معناه يقضيه وحْدَهُ .
و{ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ } : أي : توقنون بالبَعْثِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.