ثم قال تعالى {[35517]} : { الذي رفع السموات } الآية . المعنى : أنه أخبرنا تعالى ذكره أن من آياته رفع السماوات ، فجعلها سقفا للأرض { بغير عمد } مرئية ، فهي على عمد ، ولكنها لا ترى {[35518]} ، فيكون ( ترونها ) نعتا {[35519]} للعمد . والهاء والألف تعود على العمد ، هذا قول ابن عباس وعكرمة ، ( وهو قول مجاهد ) {[35520]} {[35521]} . وفي مصحف أبي ( ترونه ) {[35522]} ، رده على العمد . فهذا يدل على أن لها عمدا {[35523]} لا ترى . قال أبو محمد : وأقول إن عمدها القدرة فهي {[35524]} لا ترى {[35525]} .
قال ابن عباس : عمدها قاف الجبل الأخضر {[35526]} .
وقال قتادة : ليستعلى عمد ، بل خلقها عز وجل ، بغير عمد {[35527]} ، وهو {[35528]} أولى بظاهر النص ، وأعظم في القدرة ، ودل عليه قوله : { إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا } {[35529]} : فهذا يدل على أنها على غير عمد يمسكها ، ولو كان لها عمد لم يمسكها العمد حتى يعتمد العمد على شيء آخر إلى ما لا نهاية له . فالقدرة نهاية ذلك كله . فيكون ( ترونها ) على هذا القول [ حا ] {[35530]}لا من السماوات {[35531]} : ( أي : خلق السماوات مرئية بغير عمد .
وتكون ( الهاء ) و( الألف ) تعود على السماوات ) {[35532]} ، فإذا رجع {[35533]} [ الضمير ] على العمد احتمل أن يكون المعنى : بغير عمد مرئية البتة ، فلا عمد لها . ويحتمل أن يكون المعنى : بغير ( عمد ) {[35534]} مرئية لكم : أي : لا ترون العمد . وثَمَّ {[35535]} عمد لا ترى ، وإذا {[35536]} رجع الضمير على ( السماوات ) فلا عمد ثم البتة .
ثم قال ( تعالى ) {[35537]} : { ثم استوى على العرش } {[35538]}[ 2 ] : أي : علا {[35539]} عليه {[35540]} علو قدرة ، لا علو مكان .
ثم قال : { سخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى }[ 2 ] : أي : لوقت معلوم ، وذلك إلى فناء {[35541]} الدنيا ، وقيام الساعة . فَتُكَوُّرُ {[35542]} الشمس حينئذ ، ويخسف القمر ، وتنكدر النجوم {[35543]} التي {[35544]} سخرها في السماء لصالح عباده ومنافعهم فيعلمون {[35545]} بجريها {[35546]} عدد ( السنين ) {[35547]} والحساب ، والأوقات ، ويفرقون بين الليل والنهار . ودل تعالى {[35548]} بذلك أنها مخلوقات . إذ كل مدبر مملوك مقهور ، لا يملك لنفسه نفعا {[35549]} فيخلصها مما هي فيه .
ثم {[35550]} قال تعالى : { يدبر الأمر } : أي : بحكمه وحده بغير شريك {[35551]} ، ولا ظهير {[35552]} . ومن الأمر الذي دبره : خلق السماوات [ ب ] {[35553]}غير عمد ، وسخر الشمس ، والقمر والنجوم فيهن .
ثم قال : { نفصل الآيات } : أي : يبين آياته في كتابه لكم ، لتقوم بها عليكم الحجة ، إن لم تؤمنوا {[35554]} ، ثم بين تعالى لم فعل هذا ؟ فقال : { لعلكم بلقاء ربكم توقنون }[ 2 ] : أي : لعلكم تصدقون بوعده ، ووعيده ، وتزدرجون عن عبادة الأوثان {[35555]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.