النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيۡرِ عَمَدٖ تَرَوۡنَهَاۖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ يُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُم بِلِقَآءِ رَبِّكُمۡ تُوقِنُونَ} (2)

قوله عز وجل : { الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها } فيه تأويلان :

أحدهما : يعني بِعُمد{[1594]} لا ترونها ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنها مرفوعة بغير عمد ، قاله قتادة وإياس بن معاوية .

وفي رفع السماء وجهان :

أحدهما : رفع قدرها وإجلال خطرها ، لأن السماء أشرف من الأرض .

الثاني : سمكها حتى علت على الأرض .


[1594]:ويكون على التقديم والتأخير، والتقدير ترونها بغير عمد ولكن الحقيقة أن لها عمدا لا ترونها، ويمكن أن يقال على هذا القول العمد قدرته تعالى التي يمسك بها السموات والأرض وهي غير مرئية لنا.