ثم قال تعالى : { الله الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها } يعني : ليس لها عمد ترونها . وهذا قول الحسن وقتادة ، رفعها الله تعالى بغير عمد وقال ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، معناه : لها عمد ، ولكن لا ترونها . يعني : أنتم ترونها بغير عمد في المشاهدة ، ولكن لها عمد . وكلا التفسيرين معناهما واحد . لأن من قال : إن لها عمداً ، ولكن لا ترونها ، يقول : العمد هو قدرة الله تعالى التي تمسك السموات والأرض .
{ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } قال ابن عباس : كان فوق العرش حين خلق السموات والأرض ، وقد ذكرناه من قبل { وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ } يعني : ضوء الشمس بالنهار ، وضوء القمر بالليل ، ذلك لبني آدم { كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُّسَمًّى } يقول : يسير إلى وقت معلوم لا يجاوزه ، وللشمس والقمر منازل ، كل واحد منهما يغرب في كل ليلة في منزل ويطلع في منزل ، حتى ينتهي إلى أقصى منازله { يُدَبِّرُ الأمْرَ } يعني : يقضي القضاء ، ويبعث الملائكة بالوحي ، والتنزيل { يُفَصِّلُ الآيَاتِ } يقول : يبيّن العلامات في القرآن { لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ } يعني : تصدقون بالبعث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.