التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞وَٱكۡتُبۡ لَنَا فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِنَّا هُدۡنَآ إِلَيۡكَۚ قَالَ عَذَابِيٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنۡ أَشَآءُۖ وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِنَا يُؤۡمِنُونَ} (156)

قوله تعالى : { واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء }

انظر سورة البقرة آية ( 201 ) .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد : { إنا هدنا إليك } ، يقول : تبنا إليك .

قال أحمد : ثنا حسن وروح قالا : ثنا حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( افتخرت الجنة والنار فقالت النار يا رب يدخلني الجبابرة والمتكبرون والملوك والأشراف وقالت الجنة رب يدخلني الضعفاء والفقراء والمساكين فيقول الله تبارك وتعالى للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء وقال للجنة أنت رحمتي وسعت كل شيء ولكل واحدة منكما ملؤها فيلقي في النار أهلها . . . ) الحديث .

( المسند 3/13 و78 واللفظ للأول ) ، وأخرجه أيضا ابن أبي عاصم في السنة ( ح 528 ) ، وأبو يعلى في مسنده ( ح 1313 ) ، وابن خزيمة في التوحيد ( 1/214 – 215 رقم 121 ) ، وابن حبان في صحيحه ( 16/492 رقم 7454 ) من طرق عن حماد بن سلمة به . وقال الألباني في ( ظلال الجنة 1/233 ) : حديث صحيح ، رجاله ثقات رجال الصحيح ، غير أن عطاء بن السائب كان اختلط ، وحماد ابن سلمة روى عنه في الاختلاط وقبله ، فلا يحتج به بحديثه عنه إلا إذا تبين أنه سمعه منه قبل ، وهيهات . ولكن الحديث صحيح لمجيئه من طريق أخرى عن أبي سعيد . . ، يشير إلى ما أخرجه مسلم في ( صحيحه ح 2847 – ك الجنة ، ب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء ) ، ولم يسق لفظه بل أحال على لفظ حديث أبي هريرة الآتي . وأحمد ( 3/79 ) وغيرهما من طريق أبي صالح عن أبي سعيد مرفوعا ، ولفظ أحمد : " . . . . قال : فقضى بينهما : إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء ، وإنك النار عذابي أعذب بك من أشاء . . . " وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا عند البخاري ( ح 4850 – ك التفسير ، { وتقول هل من مزيد } ) ، ومسلم ( ح 2846 – ك الجنة ، ب النار يدخلها الجبارون ) ، بنحو لفظ أبي صالح عن أبي سعيد ، ولفظ لمسلم : " أنت عذابي أعذب بك من أشاء ، وربما قال أصيب بك من أشاء " .

قوله تعالى { ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون }

قال ابن أبي شيبة : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن داود عن أبي عثمان عن سلمان قال : خلق الله مائة رحمة فجعل منها رحمة بين الخلائق ، كل رحمة أعظم ما بين السماء والأرض فيها تعطف الوالدة على ولدها وبها شرب الطير والوحش الماء فإذا كان يوم القيامة قبضها الله من الخلائق فجعلها والتسع والتسعين للمتقين فذلك قوله { ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون } .

( المصنف 13/182 ح 16053 ) وإسناده صحيح عن سلمان ، رجاله كلهم ثقات ، وقد أخرجه مسلم في ( صحيحه 4/2109 – ك التوبة ، ب في سعة رحمة الله تعالى ) من طريق أبي معاوية عن داود ابن أبي هند عن أبي عثمان عن سلمان مرفوعا لكن بدون ذكر الآية ، وبدون قوله { للمتقين } .

وانظر ما تقدم في سورة الفاتحة عند قوله تعالى { الرحمن الرحيم } .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة والحسن في قوله : { ورحمتي وسعت كل شيء } قالا : وسعت في الدنيا البر والفاجر ، وهي يوم القيامة للذين اتقوا خاصة .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : { فسأكتبها للذين يتقون } ، يعني الشرك .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { فسأكتبها للذين يتقون } ، معاصي الله .

قوله تعالى{ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث . . . }