التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{الٓرۚ كِتَٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (1)

مقدمة السورة:

سورة هود

بين هذه السورة وسابقتها تشابه في مواضع كثيرة ، حيث احتوت حكاية لأقوال ومواقف تعجيزية عديدة للكفار وردود عليها ومناقشة لها وإفحام لهم فيها . وفيها سلسلة طويلة من قصص الأنبياء والأمم للتذكير بما كان من مواقف كفار الأمم السابقة من أنبيائهم وما صاروا إليه من سوء المصير وما صار المؤمنون منهم إليه من حسن العقبى والنجاة ، تثبيتا وتطمينا للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وإنذارا للكفار ، وفيها تذكير بحكمة الله في خلقه التي اقتضت أن لا يكونوا أمة واحدة .

وفصول السورة مترابطة مما يسوغ القول : إنها نزلت متتابعة حتى تمت كسابقاتها ، والتشابه بينها وبين السورة السابقة قد يكون قرينة على تتابعهما في النزول ، والمصحف الذي اعتمدناه يروي أن الآيات [ 12 و 17 و 114 ] مدنيات ، وانسجام الآيات في السياق والموضوع مع سابقاتها ولاحقاتها يسوغ الشك في صحة الرواية .

ثم : هذا الحرف في هذه الآيات ليس للتراخي وإنما هو للعطف وبيان الحال . وفي الآية الأولى بمعنى أن آيات الكتاب هي محكمة ومفصلة ، وفي الآية الثالثة بمعنى استغفروا ربكم وتوبوا إليه .

/خ1