تفسير الأعقم - الأعقم  
{الٓرۚ كِتَٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (1)

{ الر } قد تقدم الكلام عليه في سورة يونس { كتاب } يعني القرآن { أحكمت آياته } نظمن نظماً رصيناً محكماً لا يقع فيه نقصٌ ولا خلل كالبناء المحكم ، وقيل : منعت من الفساد ، قال الشاعر :

ابني حنيفة أحكموا سفهاءكم *** إني أخاف عليكم أن أغضبا

وعن قتادة : أحكمت من الباطل ثم فصلته بالفوائد من دلائل التوحيد والأحكام والمواعظ والقصص ، أو جُعلت فصولاً سورة سورة وآية آية ، أو فرقت في التنزيل ، ولم ينزل جملة واحدة ، وقيل : فرقت بين الحق والباطل ، وقيل : أحكمت آياته فلا تنسخ كما نسخت التوراة وسائر الكتب المتقدمة { من لدن حكيم خبير } أي هذا الكتاب الذي أتاكم من عند حكيم خبير أي حكيم في أفعاله وتدابيره عالم بأحوال خلقه