النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{الٓرۚ كِتَٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (1)

مقدمة السورة:

سورة هود{[1]}

مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر .

وقال ابن عباس وقتادة إلا آية وهي قوله " وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل " .

قوله عز وجل : { الر كِتَابٌ } يعني القرآن .

{ أُحْكِمَتْ ءَايَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ } فيه خمسة تأويلات :

أحدها : أحكمت آياته بالأمر والنهي ثم فصلت بالثواب والعقاب ، قاله الحسن .

الثاني : أحكمت آياته من الباطل ثم فصلت بالحلال والحرام والطاعة والمعصية ، وهذا قول قتادة .

الثالث : أحكمت آياته بأن جعلت آيات هذه السورة كلها محكمة ثم فصلت بأن فسرت ، وهذا معنى قول مجاهد .

الرابع : أحكمت آياته للمعتبرين ، وفصلت آياته للمتقين . الخامس : أحكمت آياته في القلوب ، وفصلت أحكامه على الأبدان .

{ مِن لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } فيه وجهان :

أحدهما : من عند حكيم في أفعاله ، خبير بمصالح عباده .

الثاني : حكيم بما أنزل ، خبير بمن يتقبل .


[1]:- ذكر العلماء لفاتحة الكتاب اثنى عشر اسما هي: فاتحة الكتاب وأم القرآن وأم الكتاب وسورة الصلاة وسورة الحمد والسبع المثاني والقرآن العظيم والشفاء والرقية والأساس والوافية والكافية، والحديث عند أبي داود رقم 1457 والترمذي رقم 3320.