جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَأۡتُواْ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجۡلِدُوهُمۡ ثَمَٰنِينَ جَلۡدَةٗ وَلَا تَقۡبَلُواْ لَهُمۡ شَهَٰدَةً أَبَدٗاۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (4)

{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ } : يقذفون بالزنا ، { الْمُحْصَنَاتِ{[3490]} } : المسلمات الحرائر العاقلات البالغات العفيفات عن الزنا ، { ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا } : على ما رموهن به ، { بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء } ، يشهدون عن الزنا ، { فَاجْلِدُوهُمْ } ، أي : كل واحد من الرامين ، { ثَمَانِينَ جَلْدَةً } ، وتخصيص النساء لخصوص الواقعة ، ولأن قذفهن أغلب وأشنع وإلا فلا فرق فيه بين الذكر والأنثى ، { وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا } : في أي واقعة كانت ، { وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{[3491]} } : عند الله ،


[3490]:وخص النساء بذلك لأن القذف بالزنا فيهن أشنع وأقبح لإزالة عرضهن وعرض أقاربهم، وشبهة أولادهن وإن كان الرجال يشاركونهن في الحكم/12 وجيز.
[3491]:لأنهم أثبتوا الفسق العظيم لغيرهم فانقلب إليهم ولما كانت الزنا من أمهات الكبائر، وقلما يطلع على ذلك أحد شدد الله على القاذف حيث شرط فيها أربعة رحمة، وسترا على عباده سيما على النساء، والظاهر وجوب جلد الرامي، وإن لم يطالب المقذوف، والظاهر أن قوله: {وأولئك هم الفاسقون} جملة على حيالها غير داخلة في خبر {والذين يرمون} مؤكد لعدم قبول شهادتهم / 12 وجيز.