الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَأۡتُواْ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجۡلِدُوهُمۡ ثَمَٰنِينَ جَلۡدَةٗ وَلَا تَقۡبَلُواْ لَهُمۡ شَهَٰدَةً أَبَدٗاۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (4)

قوله تعالى ذكره : { والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء } [ 4 ] ، إلى قوله : { له عذاب عظيم } [ 11 ] .

أي{[47895]} والذين يشتمون العفائف من الحرائر المسلمات/فيرمونهن بالزنا ثم لم يأتوا على ما رموهن{[47896]} به{[47897]} من ذلك بأربعة شهداء عدول يشهدون عليهن بالزنا ، { فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون } [ 4 ] ، أي الخارجون عن{[47898]} أمر الله وطاعته ، ومعنى أبدا مدة حياتهم ، ووقع اللفظ على رمي النساء ، ورمي الرجال مثل ذلك ، كما وقع الحكم على رمي الرجال في قوله : { والذين يرمون المحصنات } [ 4 ] ، والنساء كذلك يحددن إن قذفن .

وقيل{[47899]} إن المعنى : والذين يرمون الأنفس{[47900]} المحصنات فهو للرجال والنساء . وهذه الآية نزلت في الذين رموا عائشة رضي الله عنها بما رموها به{[47901]} من الإفك ، قاله ابن{[47902]} جبير .

وقال{[47903]} الضحاك{[47904]} : هي في نساء المسلمين{[47905]} .

وقال{[47906]} ابن زيد : الفاسقون : الكاذبون{[47907]} .

ومعنى الإحصان{[47908]} هنا العفة .


[47895]:انظر: ابن جرير 18/75، وزاد المسير 6/10.
[47896]:ز: رمونهن.
[47897]:"به": ساقطة من ز.
[47898]:ز: من.
[47899]:انظر: أحكام القرآن لابن العربي 3/1335، والقرطبي 12/72، أحكام الزهراوي والبحر 6/431، وفتح القدير 4/7، وروح المعاني 18/89.
[47900]:"الأنفس" ساقطة من ز.
[47901]:ز: المؤمنين.
[47902]:انظر: طبقات ابن خياط 280، وتذكرة الحفاظ 1/76، وسير أعلام النبلاء6/331، والتاريخ الكبير 13/46، وغاية النهاية 1/305.
[47903]:انظر: ابن جرير 18/76.
[47904]:الضحاك بن مزاحم الهلالي، أبو القاسم الخراساني مفسر صدوق له كتاب في التفسير، أخرج له أصحاب السنن، قال عنه عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: الضحاك بن مزاحم ثقة مأمون. توفي سنة خمس ومائة أو ست ومائة. انظر: التهذيب 4/453، وميزان الاعتدال 1/471، والتاريخ الكبير للبخاري 4/332-333.
[47905]:ز: المؤمنين.
[47906]:ز: وقال.
[47907]:انظر: ابن جرير 18/76.
[47908]:ز: المحصنات.