الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَأۡتُواْ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجۡلِدُوهُمۡ ثَمَٰنِينَ جَلۡدَةٗ وَلَا تَقۡبَلُواْ لَهُمۡ شَهَٰدَةً أَبَدٗاۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (4)

وقوله سبحانه : { والذين يَرْمُونَ المحصنات ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ } [ النور : 4 ] .

الآية نزلت بسبب القاذفين ، وذكر تعالى في الآية : قَذْفَ النساءِ من حيث هو أَهَمُّ وأبشعُ ، وقذفُ الرجال داخلٌ في حكم الآية بالمعنى والإجماع على ذلك ، و{ المحصنات } هنا : العفائف ، وشَدَّدَ تعالى على القاذف بأربعة شهداء رحمةً بعباده ، وستراً لهم ، وحكم شهادة الأربعة أنْ تكونَ على معاينة مبالغة كالمِرْوَدِ في المَكْحَلَةِ في موطنٍ واحد ، فإنِ اضطرب منهم واحد جُلِدَ الثلاثة ، والجلد : الضرب ، ثم أمر تعالى : أَلاَّ تُقْبَلَ للقَذَفَةِ المحدودين ( شهادةٌ أبداً ) ، وهذا يقتضي مُدَّةَ أعمارهم ، ثم حكم بفسقهم ،