جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞إِنَّ قَٰرُونَ كَانَ مِن قَوۡمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيۡهِمۡۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُۥ لَتَنُوٓأُ بِٱلۡعُصۡبَةِ أُوْلِي ٱلۡقُوَّةِ إِذۡ قَالَ لَهُۥ قَوۡمُهُۥ لَا تَفۡرَحۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَرِحِينَ} (76)

{ إِنَّ قَارُونَ{[3875]} كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى{[3876]} } ابن عمه آمن به ثم نافق { فَبَغَى } تكبر { عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ{[3877]} } جمع مفتح وهو ما يفتح به { لَتَنُوءُ } تثقل { بِالْعُصْبَةِ } الجماعة الكثيرة { أُولِي الْقُوَّة } ما الموصولة مع صلته التي هي أن واسمها وخبرها ثاني مفعولي { آتينا } { إِذْ قَالَ } ظرف لتنوء { لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ } بدنياك ، فإن الفرح بها مدة قصيرة وهو يورث غمّا سرمدا { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ } الأشرين البطرين بالدنيا


[3875]:ولما صاغ تلك السورة من قصص موسى عليه السلام فصل حكايته في أول السورة مع جنايته، ولما أتمها بين فائدتها ثم شرع في حكاية أخرى منه مع أحد من أقاربه كما وقع لمحمد صلى الله عليه وسلم حذو النعل بالنعل فقال: {إن قارون} [القصص: 76] /12 وجيز.
[3876]:من بني إسرائيل بلا خلاف واختلف في قرابته فعن ابن عباس أنه ابن عم موسى، وكان يسمى المنور لحسن صورته كان أحفظ بني إسرائيل للتوراة وأقرأهم لكنه نافق كما نافق السامري حسدا /12 وجيز.
[3877]:قال الواحدي: إن المفاتح الخزائن في قول أكثر المفسرين كقوله: {وعنده مفاتح الغيب} [الأنعام: 59] قال: هو اختيار الزجاج قال: الأشبه في التفسير أن مفاتحه خزائن ماله وقال آخرون: هي جمع مفتاح، وهو ما يفتح به الباب، فهذا قول قتادة ومجاهد وعن خيثمة قال: كانت مفاتيح كنوز قارون من جلود الإبل كل مفتاح مثل الإصبع كل مفتاح على خزائنه على حدة فإذا ركب حملت المفاتيح على سبعين بغلا أغر محجل، وعنه قال: وجدت في الإنجيل أن بغال مفاتيح خزائن قارون غير محجلة قال الشوكاني: لم أجد في الإنجيل هذا الذي ذكره خيثمة /12 فتح.