تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{۞إِنَّ قَٰرُونَ كَانَ مِن قَوۡمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيۡهِمۡۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُۥ لَتَنُوٓأُ بِٱلۡعُصۡبَةِ أُوْلِي ٱلۡقُوَّةِ إِذۡ قَالَ لَهُۥ قَوۡمُهُۥ لَا تَفۡرَحۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَرِحِينَ} (76)

{ *إن قارون كان من قوم موسى } كان ابن عمه ، أخي أبيه { فبغى عليهم } كان عاملا لفرعون ؛ فتعدى عليهم وظلمهم { وآتيناه من الكنوز } أي : من الأموال ؛ يعني قارون { ما إن مفاتحه } يعني : مفاتح خزائنه ؛ في تفسير بعضهم { لتنوء بالعصبة } أي : لتثقل العصبة { أولي القوة } يعني : الشدة ؛ وهم ها هنا أربعون رجلا .

قال محمد : يقال : نأت بالعصبة ؛ أي : مالت بها ، وأنأت العصبة ؛

أي : أمالتها .

قوله { لا تفرح } لا تبطر { إن الله لا يحب الفرحين( 76 ) } يعني : البطرين ، وهم المشركون الذين لا ( يشركون ) الله فيما أعطاهم .

قال محمد : من الفرح ما يكون معناه : الأشر والبطر . قال الشاعر : وليست بمفراح إذا الدهر سرني *** ولا جازع من صرفه المتحول يقول : لست بأشر ولا بطر ، ليس هو من الفرح الذي معناه السرور .