محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{۞إِنَّ قَٰرُونَ كَانَ مِن قَوۡمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيۡهِمۡۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُۥ لَتَنُوٓأُ بِٱلۡعُصۡبَةِ أُوْلِي ٱلۡقُوَّةِ إِذۡ قَالَ لَهُۥ قَوۡمُهُۥ لَا تَفۡرَحۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَرِحِينَ} (76)

{ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى } أي من شاكلتهم في الكفر والطغيان . وقوم موسى ، جماعته الذين أرسل إليهم ، وهم القبط وطاغيتهم فرعون { فَبَغَى عَلَيْهِمْ } أي بالكبر والاستطالة عليهم ، لما غلب عليه الحرص ومحبة الدنيا ، لغروره وتعززه برؤية زينة نفسه { وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ } أي من الأموال المدخرة { مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ } أي مفاتيح صناديقه . على حذف مضاف . أو الإضافة لأدنى ملابسة . وقيل خزائنه { لَتَنُوءُ } أي تثقل { بِالْعُصْبَةِ } أي الجماعة الكثيرة من الرجال أو البغال { أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ } أي بزخارف الدنيا فرحا يشغلك عن الشكر فيها والقيام بحقها { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ } أي هذا الفرح ، لما فيه من إيثارها عن الآخرة ، والرضا بها عنها ، والإخلاد إليها . وذلك أصل كل شر ومبعث كل فساد .