قوله تعالى : { تَكَادُ السماوات يَتَفَطَّرْنَ } يعني : يتشققن ، { مِن فَوْقِهِنَّ } يعني : تكاد أن يتشققن من قدرة الله ، وهيبته . يعني : من هيبة الرحمن ، وجلاله ، وعظمته . قرأ ابن كثير ، وابن عامر ، وحمزة ، وعاصم ، في رواية حفص : { تَكَادُ السماوات } بالتاء ، بلفظ التأنيث ، { يَتَفَطَّرْنَ } بالتاء بلفظ التأنيث . وقرأ أبو عمرو ، وعاصم ، في رواية أبي بكر : { تَكَادُ } بالتاء بلفظ التأنيث ، { يَنفَطِرْنَ } بالنون . وقرأ الباقون : بالياء بلفظ التذكير { يَتَفَطَّرْنَ } بالياء .
ثم قال : { والملائكة يُسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ } يعني : يسبحونه ، ويذكرونه ، { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن في الأرض } يعني : للمؤمنين . وروى داود بن قيس قال : دخلت على وهب بن منبه ، فَسُئِلَ عن قوله : { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن في الأرض } قال : للمؤمنين منهم . وفي رواية أنه قال : نسختها الآية التي في سورة المؤمن حيث قال : { الذين يَحْمِلُونَ العرش وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شيء رَّحْمَةً وَعِلْماً فاغفر لِلَّذِينَ تَابُواْ واتبعوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجحيم } [ غافر : 7 ] . وروى معمر عن قتادة قال : { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن في الأرض } قال : للمؤمنين منهم . قال أبو الليث رحمه الله : هذا الذي روي عن قتادة أصح ، لأن النسخ في الأخبار لا يجوز ، وإنما في الأمر ، والنهي .
ثم قال : { أَلاَ إِنَّ الله هُوَ الغفور } لذنوبهم ، { الرحيم } بهم في الرزق . ويقال : { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن في الارض } يعني : يسألون لهم الرزق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.