الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{۞سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيۡهَاۚ قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (142)

قوله تعالى : { مِنَ النَّاسِ } : في محلِّ نصبٍ على الحالِ ، من " السفهاء " والعاملُ فيها " سيقولُ " وهي حالٌ مبيِّنة فإنَّ السَّفَه كما يوصف به الناسُ يُوْصَفُ به غيرُهم من الجمادِ والحيوانِ ، وكما يُنْسَبُ القولُ إليهم حقيقةً يُنْسَبُ لغيرهم مجازاً فَرَفَع المجازَ بقولِه : " مِن الناسِ " ذكره ابن عطية وغيرُه .

قوله : { مَا وَلاَّهُمْ } " ما " مبتدأٌ وهي استفهاميةٌ ، والجملةُ بعدها خبرٌ عنها ، و " عن قِبْلَتِهم " متعلقٌ ب " وَلاَّهم " ، ولا بُدَّ من حذفِ مضافٍ في قولِه " عليها " أي : على توجُّهِهَا أو اعتقادِها ، وجملةُ الاستفهامِ في محلِّ نصبٍ بالقولِ ، والاستعلاءُ في قولِه " عليها " مجازٌ ، نَزَّلَ مواظَبَتَهم على المحافظةِ عليها منزلةَ مَنِ استعلى على الشيء .